قالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، إن العلاقات بين واشنطن وبكين تتداعى بسبب الخلافات الجديدة حول أوكرانيا ووباء كورونا.
وبحسب تحليل لـ«ستيفن كولينسون»، تتفاقم العلاقة الملتهبة بالفعل بين الولايات المتحدة والصين بسبب خلافين جديدين، أحدهما حول الأصول الدقيقة لـ«كوفيد 19» والآخر ناجم عن تحذيرات أمريكية صارمة من أن الصين يجب ألا تسلح روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
خلافات جديدة
أشار الكاتب إلى أن الخلافات الجديدة مشحونة للغاية لدرجة أن المواجهة الدبلوماسية غير المسبوقة الأخيرة حول منطاد التجسس صيني مشتبه به طاف عبر الولايات المتحدة القارية لم تكن حتى أحدث أسباب الصراع أو حدتها.
ولفت إلى أن هذه المواجهات الثلاثة، إلى جانب التوترات المتزايدة بين القوات الأمريكية والصينية في آسيا وتصاعد المواجهات حول تايوان، تضفي طابعًا دراميًا على تنافس بين قوتين عظميين، كان الحديث عنه نظريًا وأصبح فجأة حقيقة يومية.
اشتباكات جيوسياسية
أوضح أن هذه العلاقة العدائية المتزايدة تمس مجالات متعددة من الحياة الأمريكية، من الاقتصاد إلى الصحة العامة، مشيرا إلى أنها تشمل التحديات التي يواجهها الجيش الأمريكي، وسط الاشتباكات الجيوسياسية الكبرى في أوائل القرن الـ21، إلى المخاطر التي تشكلها التطبيقات الصينية على الأجهزة الإلكترونية التي يحملها الجميع في كل مكان.
ونبه إلى أن ذلك يغذي الاحتمال الخطير بأن الولايات المتحدة والصين عالقتان في انزلاق كارثي محتمل نحو الصراع، بما يشكل تحديات خطيرة لنظام سياسي أمريكي مستقطب يكافح من أجل إجراء نقاش عقلاني حول هذه القضايا دون الانزلاق إلى لعبة حزبية حول من يمكن أن يكون أكثر صرامة مع الصين.
أرضية مشتركة
وتابع: "في هذا الجو المسيس، يقوم مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري بتشكيل لجنة جديدة مختارة من الحزبين بشأن المنافسة مع الصين خلال جلسة استماع ليل الثلاثاء".
وأضاف: "سيعتمد عمل اللجنة على فرضية أنه بعد سنوات من محاولة دمج الصين سلميا في النظام العالمي كمنافس وليس عدوًا، تتحول الولايات المتحدة إلى موقف أكثر صرامة اعتقادًا منها أن جيلًا جديدًا من القادة الصينيين يحاول تفكيك النظام العالمي الأمريكي والقانون الدولي".
وتوقع الكاتب أن تكون اللجنة واحدة من المجالات القليلة التي يمكن أن يجد فيها الكونجرس المنقسم، وربما البيت الأبيض، أرضية مشتركة، لافتا إلى أن إدارة بايدن عززت الموقف المتشدد بالفعل تجاه الصين الذي تبناه الرئيس السابق دونالد ترامب لاحقًا في رئاسته.
حرب كلامية
ومضى يقول، على سبيل المثال، وقع الرئيس جو بايدن العام الماضي قانونًا جديدًا سيسمح للحكومة بإنفاق 200 مليار دولار في محاولة للمطالبة بقيادة صناعة رقائق أشباه الموصلات، وهو قطاع مهم يمكن أن يقرر السباق الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في عقود قادمة.
وأردف: "يثير الجدل حول أصل فيروس كورونا حربًا كلامية جديدة عبر المحيط الهادئ".
وأضاف: "تُظهر مطالب الولايات المتحدة للحصول على معلومات حول أصول الوباء كيف ترفض الصين اللعب وفقًا للقواعد العالمية التي تقتضي السماح بمتابعة التحقيقات حول الفيروس".
أصل الوباء
وأوضح أنه لا يوجد إجماع داخل حكومة الولايات المتحدة على أصول الوباء.
وتابع: "لا تزال وكالات الاستخبارات منقسمة حول ما إذا كان قد بدأ بانتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان في سوق ووهان الرطب أو نشأ خلال تسرب فيروسي من مختبر صيني".
وأشار إلى أن عودة نظرية التسرب من المختبر دفعت وزارة الخارجية الصينية للتحذير أنه يجب على الأمريكيين التوقف عن إثارة الجدل حول التسريبات المختبرية، والتوقف عن تشويه سمعة الصين والتوقف عن تسييس قضية أصل الفيروس.
مساعدات مميتة
ومضى بالقول، باتت أوكرانيا مثالا آخر على كيفية تأثير العداء الأوسع بين الولايات المتحدة والصين على أزمات أخرى.
وأضاف: "قضت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في تحذير من أن الصين تفكر في إرسال مساعدات مميتة لتعزيز القوات الروسية، وهو وضع من شأنه أن يضع الصين فعليًا على الجانب الآخر من حرب بالوكالة مع الولايات المتحدة وقوى الناتو التي أرسلت أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا".
ونبه إلى أنه كما هو الحال مع دراما كوفيد 19، ردت الصين بغضب على الانتقادات الأمريكية.