تأتي 2024 ومعها ما تحمله من سباقات رئاسية، ستُجرى في أكثر من دولة حول العالم، يعنينا منها ما سيكون في روسيا وأمريكا.
وفي حين سيترشح كلا الرئيسين، فلاديميرو بوتين وجو بايدن، للاستمرار في حكم بلديهما المتحاربين على الأراضي الأوكرانية، فإن فوز أحدهما أو خسارته -للطرف الذي يحتمل الخسارة- سيكون له أثر مباشر في حربهما الطويلة، إما باستمرار تصعيد قد يؤدي لحرب عالمية، أو كف حرب تنتهي بسلام.
بوتين وبايدن: الحرب مستمرة
ما دام بوتين وبايدن في رئاسة بلديهما، فإن تنازل كليهما عن الحرب سيكون عسيرًا، إذ يصمم كل منهما على الخروج منتصرًا وعدم الخضوع لإرادة الآخر.
يتضح ذلك في خطابات الاثنين، ففي الكلمة الأخيرة لبايدن في بولندا، والتي ألقاها بعد زيارته كييف، أكد أن بلاده ملتزمة تحت قيادته بالوقوف في وجه العدوان الروسي ومساندة كييف حتى النهاية.
أما بوتين الذي لا يقل صلابة عن غريمه الأمريكي، فهو مؤمن بأن حرب أوكرانيا هي حرب وجودية لروسيا، يعني خسارتها فقدان روسيا للأبد، بحسب ما ينقله مصدر من أروقة الكرملين، لروتيرز.
ويقول مصدر آخر في الكرملين أيضًا، إن روسيا لا تقدر على الانتصار أمام التكتل الغربي، كما لن ترضى بالخسارة مع استمرار بوتين، لذا قد تدوم الحرب على شكلها الحالي طويلًا جدًا، قبل أن تصل إلى تسوية في النهاية.
ماذا لو تغير بوتين؟
إن كان من الصعب حصول تسوية، إلا أنه في دنيا الممكنات كل شيء جائز، فقد يحصل أن تجد ظروف استثنائية تطيح بالرئيس الروسي، وإن حصل أمر مثل ذلك، فلن يكون أفضل حدث للروس.
يقول إيغور جيركين، القائد العسكري الروسي السابق، والذي كان له دور محوري في ضم جزيرة القرم الأوكرانية لروسا 2014، إن تغيير بوتين سيؤدي إلى نتائج كارثية ستعاني منها روسيا مطولًا.
President #Putin: They [the West] have one goal – to hollow out the former USSR and its main part, Russia.
When this is achieved <... > I don't even know whether Russians will continue to exist as the ethnic group it is today.
Read in full: https://t.co/uPztpgScBe pic.twitter.com/zQZTUYHrYL— MFA Russia (@mfa_russia) February 26, 2023
ويقرر جيركين، أنه بمجرد مغادرة الرئيس الروسي منصبه، سينهار جيش بلاده ويبلى بهزيمة عسكرية، تتبعها حرب أهلية روسية.
لذلك ليس تغيير بوتين أمرًا يمكن تحقيقه، حفاظًا على الدولة من هزيمة ستدمرها، ولو أن بقاءه سيطيل أمد الحرب لوقت مجهول.
ماذا لو غادر بايدن؟
إن غادر جو بايدن منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، فإن ذلك لن يغير كثيرًا من مجرى الحرب الروسية الأوكرانية، إذا ما تبعه رئيس آخر له ذات التوجه، أي من الحزب الديمقراطي.
أما إن خسر بايدن أمام الجمهوريين، وهو احتمال غير مستبعد في ظل تراجع شعبيته، مع ما يعانيه الأمريكيون بسبب الحرب، فإننا سنكون أمام خيار يحدده من يفوز بالمقعد الرئاسي من الحزب المناوئ للرئيس الحالي.
Maryinka, Donetsk region.
Ukrainian soldier, a brilliant operator of Javelin, destroyed FIVE russian tanks in one battle!
American weapon in Ukrainian hands works wonders.
In total, enemy lost 5 tanks and 7 IFWs in that sector that day.
79th Air Assault Brigade. pic.twitter.com/Bw3NOtzH50— Defense of Ukraine (@DefenceU) February 28, 2023
وبحسب ما تنقله شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن الحزب الجمهوري ينقسم على نفسه حول رؤية التعامل مع الحرب، ففي حين يرى الشق الأول ومنهم ترامب، أن أمريكا قد تورطت في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، ويجب الخروج منها، يرى فريق ثان ومنهم نيكي هيلي، أن أمريكا لم تقدم دعمًا كافيًا لأوكرانيا، ويجب تصعيد المساعدات في مواجهة الدب الروسي، واتخاذ موقف "أكثر عدوانية" تجاه الروس.