قال موقع «ذي أمريكان كونسيرفاتيف»، إن الجميع يشبهون الحرب في أوكرانيا بأنها أفغانستان أخرى، لكنه تساءل: لمَن؟
وبحسب مقال لـ «بيتر فان بورين»، يتعين على الذين يشبهون الحرب في أوكرانيا بأنها أفغانستان أخرى للروس أن يتذكروا ما حدث في النهاية.
الأرواح.. تكلفة منخفضة
أشار الكاتب إلى أن التفكير في واشنطن يتلخص في أنه بـ «تكلفة منخفضة» تتمثل في أرواح الأوكرانيين وبعض الدولارات الأمريكية، يمكن للغرب أن ينهي التهديد الاستراتيجي الذي يمثله الرئيس فلاديمير بوتين للولايات المتحدة.
ولفت إلى أنهم يعتقدون طالما أنه لا يوجد أمريكيون يموتون، كما كان في العراق وأفغانستان بين عامي 2001 و2021، فإن ما يحدث حرب نظيفة بالنسبة لواشنطن.
وأشار إلى أنه للوهلة الأولى يبدو كل شيء مألوفًا جدًا، حيث تغزو روسيا دولة مجاورة كانت تهتم بشكل أو بآخر بشؤونها الخاصة، كما أن أهداف موسكو هي نفسها: تحريك حدودها في مواجهة ما تعتبره تعديًا غربيًا من جهة، والسيطرة على العالم من جهة أخرى.
#بوتين و #بايدين وحرب #أوكرانيا.. هل تمتد معركتهما لما بعد 2024؟ https://t.co/7fI5mVizQE pic.twitter.com/9PQZUMrXkO— صحيفة اليوم (@alyaum) February 28, 2023
نزيف الدب الروسي
أضاف الكاتب: تنهار النجاحات الروسية المبكرة في ساحة المعركة، وترى الولايات المتحدة فرصة لإيذاء الروس على حساب طرف آخر.
ولفت إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية غمرت أفغانستان في الثمانينيات عبر باكستان بالمال والأسلحة.
واستطرد: الأدوات مختلفة ولكن التأثير واحد وهو توفير قوة نيران كافية لإبقاء الدب مقيدًا وينزف لكن ليس بما يكفي لقتله.
انكسار حلف الناتو
تابع الكاتب: يُفترض أن واشنطن أعلنت دعمها لأوكرانيا للحفاظ على الناتو وتمكينه، على الرغم من حقيقة أنها لم تكن عضوًا بالحلف، ومع ذلك، قيل إن واشنطن شنت هجومًا سريًا على البنية التحتية المدنية الحيوية في ألمانيا، لتهميش برلين في هذه الحرب، بما ستكون له عواقب سلبية دائمة على الاقتصاد الألماني.
وأوضح أن هذا الادعاء وطريقة معاملة الولايات المتحدة لدول الناتو، يشير إلى أن الحلف سيخرج من أوكرانيا مكسورًا.
مشكلات أوكرانية كبيرة
أردف الكاتب: كما هو الحال مع أفغانستان، هناك تساؤلات حول ما إذا كنا نحن الأمريكيين سنكون قادرين على المغادرة، خاصة أن أوكرانيا كانت حالة صعبة حتى قبل أن تغزوها روسيا، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى التدخل الغربي في شؤونها الداخلية.
ولفت إلى أن مشكلاتها الكبيرة من فساد وضعف المؤسسات لن تختفي حتى لو تراجع الجيش الروسي إلى حدود ما قبل الغزو.
الفساد يزداد سوءا
تابع الكاتب: على الرغم من المساعدات المالية الأمريكية الكبيرة لأوكرانيا، كانت هناك تقارير عن الفساد وسوء إدارة الأموال. يجادل البعض بأن الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي لمعالجة هذه القضايا، وبدلًا من ذلك غضت الطرف من أجل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
ومضى يقول: لدى أمريكا تاريخ في ضخ ما يقرب من أسلحة وأموال غير محدودة في الدول النامية وتعاني الفساد، كما رأينا في أفغانستان الثمانينيات، أو منذ غزو بوش وما بعده، الفساد يمكن أن يزداد سوءا.
ولفت إلى أن الخوف الكبير في أفغانستان كان يتمثل في انتشار الأسلحة، وانتقال الأسلحة من ساحة المعركة إلى الأيدي الخطأ.
وأشار إلى أن الوضع أسوأ في أوكرانيا، إذ استخدم أفضل أدوات الدفاع الجوي الأمريكية ضد الأصول الجوية الروسية والإيرانية.
لتأكيد دعم كييف.. وزيرة الخزانة الأمريكية تصل أوكرانيا في زيارة غير معلنة https://t.co/7CrEq7Hrnf #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 28, 2023
مكسب ضئيل
أضاف الكاتب: ليس هناك شك في أن وكالات المخابرات الروسية والصينية والإيرانية وغيرها على الأرض في أوكرانيا لديها حقائب مليئة بالمال تحاول شراء ما تستطيع.
ولفت إلى أنه من الصعب رؤية نهاية اللعبة على أنها زوال بوتين، محذرًا من أن مقايضة بوتين بحكومة يقودها الجيش الروسي مكسب ضئيل.
وختم قائلًا، انظروا إلى ما حدث في المرة الأخيرة، التي مرت فيها روسيا بتغيير جذري في الحكومة، لقد حصلنا على بوتين في روسيا وطالبان في أفغانستان عقب هزيمة السوفييت.