لا تزال أخبار توابع الزلزال المدمر في تركيا وسوريا تتوالى بلا توقف، ويعيش المواطنون الأتراك والسوريين حالة من الذعر المتواصل مع أي هزة خفيفة متسائلين: متى تقف تلك الهزات الارتدادية؟
آخر تلك الهزات كان قبل أيام، وأعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي أن الزلزال الذي ضرب وسط تركيا كان بقوة 4 درجات وليس 5.6 درجة، مع توقعات بحدوث توابع أخرى.
ما الهزات الارتدادية؟
الهزا+ت الارتدادية، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، زلازل ثانوية تحدث في الأيام والأسابيع والأشهر التي تلي الحدث الرئيسي لتسلسل الزلزال.
يتسبب كل زلزال في حدوث توابع، تتناسب قوتها مع حجم الاهتزاز الأولي، وفي حالة الزلازل المتتالية في تركيا وسوريا، فإن عديدًا من الهزات الارتدادية التي تلت ذلك كانت كبيرة بما يكفي لإحداث مزيد من الأضرار والخسائر.
وقالت جاكي كابلان أورباخ، عالمة الزلازل بجامعة ويسترن واشنطن، إن احتمالية حدوث توابع الزلزال تقل مع مرور الوقت، وكذلك احتمال وقوع أحداث كبيرة، وربما تكون ضارة؛ ومع ذلك، يمكن أن تستمر هذه التسلسلات لأشهر أو حتى سنوات".
#فيديو
هُنا #أنطاكيا.. مدينة الركام والآلام والمخيمات المؤقتة
عدسة “#اليوم” ترصد أعمال الإنقاذ والبحث عن الناجين
التفاصيل: https://t.co/FvsHpkAjzf#تركيا #زلزال_تركيا pic.twitter.com/aQK2gR6LZP— صحيفة اليوم (@alyaum) February 19, 2023
زلزال جديد وليس تابعًا
بعد كل زلزال، تظل خطوط الصدع نشطة، وتستمر قطع القشرة الأرضية في الاستقرار بعد "الانزلاق".
وما يحدث أن التوتر الموجود بين طبقات الأرض على مدى عقود يتحرَّر في غضون ثوان معدودة، لكن هذا بحد ذاته يمكن أن يؤدي إلى ضغوط جديدة.
وأوضحت كابلان أورباخ: "التحدي المضاعف أنه من الممكن أيضًا أن يتسبب الزلزال في حدوث زلازل أخرى، فإذا حدث انزلاق على خط صدع آخر قريب قد يكون ذلك من الناحية الفنية زلزالًا منفصلًا".
وأكملت: "ظهر ذلك بالفعل في تسلسل زلزال تركيا، ولا يزال علماء الزلازل منقسمين بخصوص ما إذا كان الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة ينبغي اعتباره تابعًا بقوة 7.8 درجة أو حدثًا منفصلًا".
وصل إجمالي التبرعات في الحملة الشعبية عبر منصة "#ساهم" لمساعدة المتضررين من #الزلزال في سوريا وتركيا إلى أكثر من 415 مليون ريال، وتخطى إجمالي المتبرعين مليون متبرع#زلزال_سوريا_وتركيا#اليوم pic.twitter.com/GeerZezMo3— صحيفة اليوم (@alyaum) February 19, 2023
متى تتوقف التوابع؟
قالت جوديث هوبارد، الأستاذة الزائرة في جامعة كورنيل، إن الخطر سيظل قائمًا لسنوات، لكن في مرحلة ما سيكون الخطر الإضافي ضئيلًا مقارنة بالخطر الأساسي".
وأكملت: يمتلك علماء الزلازل أداتين أساسيتين لنمذجة شدة وتواتر الهزات الارتدادية على نطاق واسع، أهمها قانون "أوموري" الذي ينص على أنه بعد وقوع زلزال قوي، فإن تواتر الهزات الارتدادية يتحلل بمعدل قطعي يمكن التنبؤ به.
وتعتقد هوبارد أن الحديث لا بدّ أن يتحول بعيدًا عن الأمل في مواجهة الهزات الارتدادية إلى تعزيز البنية التحتية، خاصة في الأماكن ذات الضعف الزلزالي المتأصل.
وأكملت هوبارد: "آمل ألا يعيش الناس في مناطق الخطر الزلزالي في تركيا وسوريا، لكن لا بد من اتخاذ خطوات واقعية وعملية لحمايتهم، وهذا يعني العيش والعمل في المباني التي جرى إنشاؤها وفقًا للرمز الزلزالي، وتنظيم أماكن معيشتهم، وتزويدهم بإمدادات الطوارئ في متناول اليد، والمشاركة دوريًا في تدريبات الزلازل".