أكد رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين ربيع الأمين أن «التركيبة السياسية الهشة عرّضت لبنان لكل أنواع التدخلات والتأثيرات الخارجية».
وخلال مشاركته في أعمال مؤتمر الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في المكسيك قال: «إن أزمات البلد هي أطماع وتداخلات على كافة المستويات، إذ التركيبة السياسية الهشة عرّضت لبنان لكل أنواع التدخلات والتأثيرات الخارجية».
سيطرة حزب إيران على لبنان
وأضاف ربيع الأمين: «دخلنا من أزمة إلى أزمة، من نكبة فلسطين، إلى صراع المحاور إلى الانفلاش الفلسطيني في لبنان والوصاية السورية إلى الاحتلال الإسرائيلي والوصاية السورية مجددًا إلى اليوم مع سيطرة حزب إيران في لبنان على مجريات الأحداث».
وتابع: «معاناتنا اليوم لا يحتملها شعوب العالم، وكمغتربين مسؤوليتنا أكبر وكبيرة جدًّا، وتتلخص بأن لا نترك لبنان وطننا الحبيب عرضة للتحلّل والتفكك، علينا جميعًا أن نضع يدنا على المشكلة الاساسية وهي نظامنا الطائفي وكيف يمكننا الخروج منه إلى نظام المواطنة الأرحب، وهذا وبثقة تامة ليس بمستحيل، فها نحن نعيش ببلدان الانتشار ووفق قوانينها نسطّر قصص نجاحاتنا من دون معوقات، فهذه الدول التي لا تعاملنا بحسب مناطقنا وطوائفنا بل بمدى التزامنا الدائم بقوانينها».
مشاركة المغتربين بالعملية السياسية
أضاف الأمين: «لقد خاض الاغتراب اللبناني مؤخرًا الانتخابات النيابية وكان لمشاركته البصمة الإيجابية الواضحة لكن هذه المشاركة لم تكن بفعّالة كما يجب ولم تؤدِ إلى التغيير المطلوب الذي كنا نسعى إليه».
وأوضح أن علينا تأكيد إيماننا بنظامنا الديموقراطي عبر تفعيل مشاركة المغتربين اللبنانيين بالعملية السياسية عبر الاقتراع بكثافة واختيار الأنسب للتمثيل وهنا بيت القصيد، فبكل أسف حمل بعض المغتربين انقساماتهم الطائفية والحزبية إلى بلاد الاغتراب وكانت خياراتهم مرتبطة بموروثات سياسية طائفية لا باختيار الأفضل للبنان وللأجيال القادمة.
الدائرتان.. الطائفية الضيقة والوطنية الأوسع
وتابع ربيع الأمين: «علينا أن نخرج من الدائرة الطائفية الضيقة للخيارات إلى الدائرة الوطنية الأوسع.. فبدل البحث عن المسيحي الجيد أو المسلم الجيد لننتخبه، علينا أن نبحث عن اللبناني الوطني الجيد وهو حي فينا».
ويقول الأمين: «لا يخفى عليكم بأن العالم حولنا يمر بتغيرات وتحولات كبيرة منها السيئ ومنها الجيد، ويسعدني أن أحدثكم عن التحوّلات الكبيرة التي تشهدها منطقة دول مجلس التعاون الخليجية العربية والمملكة العربية السعودية، ولا أبالغ القول بأن التحول الحاصل في السعودية هو الأضخم في التاريخ العالمي الحديث».
نهضة المملكة والرؤية والوطنية الشاملة
ولفت ربيع الأمين إلى أن المملكة تشهد نهضة اقتصادية وثقافية وتنموية هائلة ضمن رؤية وطنية شاملة ومستهدفات اقتصادية واجتماعية واضحة ستعود بالخير عليها والمنطقة والعالم.
واستطرد قائلًا: وهنا أدعوكم إلى متابعة هذه النهضة والاستفادة من هذه المشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة فأبواب المملكة مفتوحة للأفضل، وهنا لا بد لي بأن أنوه بأن التوجهات المستقبلية في دول الخليج العربي والسعودية تحديدًا ستكون سندًا للبنان.
وشدد بقوله، المملكة لم تقف ولن تقف مع طائفة ضد أخرى، بل هي مع ما يجمع عليه اللبنانيون بما لا يتعارض مع مصالحها.