يُعدُّ قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، أهم أدوات التطور المتسارع الذي تشهده المملكة العربية السعودية ويساهم بخلق بيئة محفزة بالشراكة مع جميع الجهات الممكنة والداعمة من القطاعَين العام والخاص.
وقد تنبَّهت المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة لأهمية ريادة الأعمال، وذلك على الصعيدَين الخاص والعام. مما جعلها من الدول الأكثر تقدما وتطورا في هذا المجال بين الدول المحيطة ودول الشرق الأوسط. وفق الدراسات فإن السعودية حققت مرتبة بين المراكز السبعة الأولى في مؤشر «الحالة الوطنية لريادة الأعمال» من بين 44 اقتصادا عالميا وطنيا.
وفي مؤشر «معرفة شخص بدأ مشروعا جديدا» حققت السعودية المركز الأول، وحققت المركز الثاني في مؤشر «امتلاك المعرفة والمهارات للبدء في الأعمال». وقد ظهرت نماذج عديدة لمشاريع واعدة في المملكة رفعت من قيمة مشهد ريادة الأعمال، ووفرت الحكومة السعودية بيئة داعمة لريادة الأعمال السعودية ووفرت حلولا مالية للشباب، ودعمت المشاريع الصغيرة والمتوسطة. فأصبحت ريادة الأعمال في السعودية مصدر دخل حر للشباب والشابات ووفرت لهم فرص عمل تلبي طموحاتهم. وبالتأكيد لا تنعكس مشاريع ريادة الأعمال على رفع مستوى دخل الفرد فقط، بل ساهمت في تنوّع الاقتصاد، وصنع فرص عمل مبتكرة للشباب، مما وسع الدائرة الاقتصادية لمختلف فئات المجتمع.
ويأتي ملتقى (بيبان 23) والذي سيقام في الرياض تأكيدا على ما ذكرته حول أهمية واهتمام المملكة بريادة الأعمال، فهذا الملتقى يشكل فرصة لكل رائد أعمال طموح مع الكثير من الفرص الاستثمارية والتجارية في ظل تواجد جهات ممكنة لدعم وتمكين المشاريع إضافة إلى العديد من الحاضنات ومسرعات الأعمال المحلية والعالمية التي تساهم في دعم رواد الأعمال وتمكينهم، ويصاحب ذلك إطلاق 13 مسابقة وهاكاثون بجوائز تفوق قيمتها 10 ملايين ريال، لتحفيز الشركات الناشئة لإبراز المشاريع الريادية، والإسهام في تطوير وبناء حلول مبتكرة.
كل هذه المحفزات ما هي إلا جهود متكاتفة لتمكين رواد الأعمال ودعمهم في الوصول إلى مشاريع ريادية ذات قيمة مضافة وتساهم في نمو السوق الاقتصادي لتحقيق رؤية المملكة المستقبلية 2030، والتي تهدف إلى تنمية أفكار الشباب المبتكرين في شتى المجالات الاقتصادية.