الرؤية الوطنية شملت كبار السن وقدرتهم ومكانتهم مؤكدين بذلك على القيم الإنسانية والإسلامية في المملكة، متمثلة بمشروع النظام الجديد لحقوق كبير السن ورعايته لحفظ حقوقهم ورعايتهم ورفع جودة حياتهم. فالنظام من إحدى ركائز التحول ويتواءم مع أفضل الممارسات العالمية المقدمة لكبار السن، ونص على منحهم امتيازات خاصة وحفظ حقوقهم الاجتماعية والمالية والقانونية، وفرض عقوبات صارمة بغرامات مالية أو السجن تجاه من يسيء لكبير السن ويستغل أمواله سواء كان من الأفراد أو الجهات الاعتبارية، كما يهدف النظام إلى ضمان إجراء الدراسات والبحوث وتوفير البيانات اللازمة لتطوير الخدمات الخاصة بكبار السن، ودعم الأنشطة التطوعية، وتأهيل المرافق العامة والتجارية والأحياء السكنية والبيئة المحيطة والمساجد لتكون مناسبة لهم. وأكد النظام على أن من حق كبير السن العيش مع أسرته، وعليها إيواؤه ورعايته وفق تسلسل الرعاية وألا يجوز لدور الرعاية إيواؤه إلا بعد موافقته أو صدور حكم قضائي بذلك.
مشروع نظام حقوق كبار السن هو عمل مؤسسي تتبناه وكالة التأهيل والتوجيه الاجتماعي في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية لإعداد النظام الخاص بكبار السن ومراجعة مواده بالتعاون مع عدة جهات ممثلة في مجلس شؤون الأسرة، وزارة الداخلية، وهيئة حقوق الإنسان، وزارة الصحة.
عدد من المبادرات تم إطلاقها لتحسين جودة الحياة ورفع مستوى الخدمات المقدمة لكبار السن في المجتمع عامة وفي دور الرعاية التي تشرف عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
فدور الرعاية الشاملة طويلة الأمد لكبار السن في المملكة قد بلغ عددها 12 دارا، تتكفل بتقديم الرعاية الاجتماعية والطبية، والإعاشة الكاملة لكبار السن المقيمين بداخلها وتصرف لهم مخصصا شهريا بخلاف الكسوة شتاء وصيفا. وتتوافر فيها برامج وأنشطة مثل الاستمتاع بقراءة بعض الصحف والمجلات والاستماع للإذاعة الداخلية وإذاعة القرآن الكريم وبعض الأحاديث الدينية وحضور بعض الندوات، كما توفر الدار فرص الأشغال اليدوية والهوايات لكبار السن كوسيلة لشغل أوقات الفراغ، إضافة إلى الأنشطة الترفيهية والرياضية التي تناسبهم، وتنظم الدور حفلات السمر الترويحية والخروج في نزهات خارج الدار للحدائق والمتنزهات العامة وكذلك زيارة بعض المعارض والمهرجانات السنوية بالمناطق والرحلات السياحية الداخلية، مع عمل ملتقى سنوي لجميع الدور (نساء ورجال).
خارج الدور تقدم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من المسنين وأسرهم عبر وكالة الضمان الاجتماعي، والأجهزة التعويضية من كراس متحركة وأسرة طبية وسماعات وغيرها.
كما أن برنامج الرعاية الصحية المنزلية للمسنين لرعاية للمسن داخل أسرته التي يقيم فيها يهتم بإرشاد الأسرة على كيفية التعامل مع المسن صحيا ونفسيا كذلك القيام بتقديم بعض جلسات العلاج الطبيعي. بمساعدة فريق من طبيب وأخصائيي علاج نفسي واجتماعي وعلاج طبيعي، وعامل عناية شخصية يتم من خلالهم تقديم الرعاية اللازمة للمسن داخل أسرته وتوجيه الأسرة نحو الرعاية المناسبة لحالته.
ومن ضمن المبادرات تأسيس 5 واحات نموذجية للمسنين متوافقة مع احتياجاتهم تشمل كافة الخدمات الصحية والعلاج الطبيعي وناديا ترويحيا، وتمكين القطاع الأهلي من تأسيس 13 جمعية أهلية متخصصة للمسنين تغطي خدماتها كامل مناطق المملكة.
«الأولوية لهم» مبادرة لتيسير المراجعات وإجراء المعاملات اليومية في مختلف الجهات الحكومية وقطاع الخدمات. وأيضا منح بطاقة امتياز لكبار السن للحصول على الخدمات والامتيازات.
وأخيرا وليس آخرا فديوانية كبار السن بادرت بإيجاد بيئة لكبار السن لقضاء أوقاتهم في استجمام وربط الحاضر بالماضي والاستفادة من تجارب السابقين وإيجاد قناة تواصل بين الآباء.