تصمد القوات الأوكرانية في وجه سلسلة الهجمات الروسية المستمرة على مدينة باخموت الشرقية المُدمرة، والتي تُعد مفتاح الطريق أمام موسكو للسيطرة الكاملة على بقية منطقة دونباس الصناعية الاستراتيجية المتاخمة لروسيا، وهو أحد الأهداف الرئيسية لغزوها الذي بدأ أواخر فبراير 2022.
وبدأت معركة باخموت منذ نحو 7 أشهر، لكن الأيام الأخيرة حملت هجومًا لا هوادة فيه، بينما كان الهجوم الروسي من 3 جوانب تاركًا سبيلًا وحيدًا للمدافعين عن المدينة للخروج إلى الغرب.
ولا يزال بعض الآلاف من المدنيين في المدينة المُدمرة، والتي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني إن "العدو يواصل تقدمه نحو باخموت ويقتحم المدينة"، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تصد هجمات في باخموت ومستوطنات أخرى في منطقة دونيتسك تعرضت لإطلاق نار، وفقًا لوكالة رويترز.
سنة أولى حرب.. تسلسل زمني لأبرز تطورات غزو #روسيا لـ #أوكرانيا https://t.co/WMQH9ZnngV #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 23, 2023
أهمية باخموت لأوكرانيا وروسيا
تقع باخموت في مقاطعة دونيتسك، وهي واحدة من 4 مقاطعات ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في الخريف الماضي، وتسيطر موسكو على نصف دونيتسك، وللاستيلاء على النصف المتبقي من تلك المقاطعة، يجب أن تمر القوات الروسية عبر باخموت.
تقول أوكرانيا: "قيمة استراتيجية باخموت محدودة لكنها مع ذلك أبدت مقاومة شرسة، ليس كل شخص في أوكرانيا مقتنعًا بأن الدفاع عن باخموت يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية".
ترغب أوكرانيا في استمرار الدفاع عن باخموت لعدة أهداف، أولاً لإلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر الروسية وجعلها تستخدم ذخيرتها ومواردها، بوقت لا ينبغي فيه السماح لأي خطوط دفاع بالانهيار.
#روسيا تصد هجومًا أوكرانيًا بـ"مُسيَّرات" على القرم.. وتُمطر باخموت بالدرون https://t.co/gzSN61kni4 pic.twitter.com/BvsQrD4RBE— صحيفة اليوم (@alyaum) March 1, 2023
أصبحت معركة باخموت تجسيدًا لتصميم أوكرانيا حيث يصمد المدافعون عن المدينة في مواجهة القصف المتواصل وتعاني القوات الروسية من خسائر فادحة.
ويرى محللون إن سقوط باخموت سيكون بمثابة ضربة لأوكرانيا ويقدم مزايا تكتيكية لروسيا، لكنه لن يكون حاسما في نتيجة الحرب، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
يأتي هذا استكمالًا لنهج القتال الروسي المتمثل في قصف العديد من المدن والبلدات التي أرادت احتلالها، كما استهدفت إمدادات الطاقة الأوكرانية بضربات صاروخية قبل الشتاء في محاولة على ما يبدو لإضعاف معنويات السكان.
انتهاء الشتاء
اعتاد الأوكرانيون والروس تحديد الأول من مارس على أنه بداية الربيع وذوبان الجليد الذي يغطي شوارع المدن، وفي هذه الأيام تمتلئ الطرق بالطين الذي اشتهر تاريخًا بتدميره مهاجمة الجيوش.
واحتفل المسؤولون الأوكرانيون، الأربعاء، باعتباره أول أيام الربيع التقليدية، وأعلن وزير الخارجية، دميترو كوليبا، أن بلاده خرجت من "رعب الشتاء" الذي أطلقه بوتين.
وقال الرئيس زيلينسكي: "انتهى هذا الشتاء.. كان الأمر صعبًا جدًا، وشعر كل أوكراني بهذه الصعوبة دون مبالغة، لكن مع ذلك، تمكنا من تزويد أوكرانيا بالطاقة والحرارة".
وحذر محللون غربيون من أن الطقس الأكثر دفئًا قد يمنح موسكو فرصة لتجديد الهجوم، ومن المتوقع أيضًا أن القوات الروسية تستعد لشن هجمات جديدة في منطقة زابوريجيا بوسط البلاد وعلى الجبهة الجنوبية في منطقة خيرسون.
معركة الربيع بين #روسيا و #أوكرانيا.. من يهاجم أولا؟ https://t.co/ZVB9JYAYi9 #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 26, 2023