متى تعرف أنك كبرت.. ولم تعُد محاولاتك التجميلية..
تجدي في إرجاعك.. للوراء قليلًا أو كثيرًا؟..
هناك مقياس اجتماعي بسيط.. يكشف ما تحاول إخفاءه..
انظر إلى ما يدعوك به.. أكثر الشباب.. عند تعاملك معهم..
إذا رأيتهم ينادونك بـ(يا أستاذ).. فهذا يدل على أنك.. ما زلت صغيرًا..
أمّا إذا دعوك بـ(يا عمي).. كما هو حاصل معي.. فاعلم أن (البوية)..
التي تستخدمها بـ(حرفنة).. لم تعد تجدي كثيرًا.. وتأكد بعد ذلك..
أن الإنسان لا يأخذ زمانه.. وزمان غيره.. ثم عُد وواسِ نفسك بمقولة..
أن لكل زمان جماله.. مهما كبر الإنسان.. وردد مع الكبار..
مثلي ومثلك:
العمر مجرد رقم.. ثم التفت إلى ما يقوله.. جوش هارتس – هورن..
من جامعة هارفارد.. في إحدى دراساته..
يقول هذا العالم (الخطير):
لا يوجد سن نكون فيها.. على أفضل صورة.. في كل شيء.. أو حتى في غالبية الأشياء..
انتهى كلامه..
وأنا أقول:
هذا صحيح.. حتى في الحب والزواج.. قد تجد نفسك يوماً ما.. تعيش تجربة متأخرة ناضجة..
تعيدك شابًّا.. يخفق قلبك حبًّا وشوقًا.. ولا تعترف بجدلية الأرقام.. تفصح عن عمرك..
بكل شجاعة.. لأنه لم يعُد للعمر معنى.. وقد ترى عالمًا.. منكفيًا على دراساته..
يعيش ما بقي.. من عمره سعيدًا.. يترقب الغد بأمل.. يطل من نافذته العلمية..
ينتظر منجزًا جديدًا.. الإنجاز وحده يا (جوش).. مَن يجعل للعمر معنى..
ويدخلنا دائرة الاهتمام.. ويلبسنا بردة السعادة.. كلما نظرت إلى المرآة..
وتأملت نفسي فيها.. أدركت أنني لم أعد.. كما كنت.. ذلك الشاب اليافع..
لن تستطيع.. أن تخفي آثار السنين.. وتضاريس العمر.. على وجهك وجسدك..
لتعود صغيرًا.. ولكن بإمكانك.. أن تبحث في داخلك.. عن كنوز كثيرة جميلة..
جمعتها طوال تلك السنين.. لترسم بها.. ابتسامة رضا وسعادة..
فوق وجه مشرق.. أناره الشعر الأبيض.. ومنحه جمالًا ووقارًا ملفتًا..
تمضي السنون.. ولا أتمنى أن أعود صغيرًا.. إنني أعيش ربيع عمري..
ولن يأتي الخريف.. ما دام قلبي يفكر.. وروحي تسمو.. نحو الجمال!
[email protected]