دشّن الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ د. عبد الرحمن السديس، أمس، بمقر الرئاسة بمكة المكرمة، أكبر خطة تشغيلية لشهر رمضان المبارك، في تاريخ رئاسة الحرمين، وذلك بعد عودة موسم شهر رمضان إلى سابق عهده قبل جائحة كورونا.
وقال: إن الخطة جاءت نتاج عام من التخطيط والدراسة والعمل الدؤوب، في ظل حرص الرئاسة على تعظيم أنسنة الخدمات وتفعيل الجوانب التقنية لتسهيل المناسك للمعتمرين والمصلين، وإثراء تجربتهم بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
خطة شؤون الحرمين التشغيلية لشهر رمضان
وتتضمّن الخطة العديد من المجالات والمحاور المختلفة لتسهيل وتيسير رحلة ضيوف بيت الله الحرام، وتنطلق على محورية الضيف والعناية باحتياجاته، والمراقبة والحوكمة لكل الخدمات المقدمة، والتدقيق والجودة لتقديم أرقى الخدمات لزوار الحرمين والتكامل والتنسيق مع كل القطاعات ذات العلاقة والاهتمام برحلة المعتمر والمصلي والزائر منذ وصولهم.
وبين د. السديس أن الخطة تتمحور حول التموضع الميداني، والمحاسبة على التقصير، وتكثيف الأعمال، وتوفير البيئة الآمنة والصحية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وتنويع المبادرات والبرامج، وتعزيز مكامن القوة الأمثل بالتقنية الذكية؛ لخدمة أكبر عدد من العمار والزوار والقاصدين والتوسع بالعمل بكل الطاقة البشرية عبر تعظيم الشراكة بالتكاتف مع شركاء النجاح.
وأشار إلى أن الخطة تعتمد على استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي ورقمنة البرامج وتسخير التطبيقات الإلكترونية في مختلف المجالات خدمةً للقاصدين، ومخاطبتهم باللغات العالمية لتسهيل نُسكهم وإثراء تجربتهم، مؤكدًا ضرورة العمل بدقة، ومعالجة التحديات السابقة وتطوير الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام وتسخير كل الإمكانات والتقنيات الحديثة لخدمتهم.
وأضاف: تستهدف الرئاسة، من خلال خطتها التشغيلية، الاهتمام برحلة المعتمر والمصلي والزائر من وصولهم للساحات الخارجية، وتقديم الخدمات لهم في المطاف والمسعى وأماكن الصلاة والاعتكاف، والصلاة في الروضة الشريفة.
وتتركز الخطة على الضيف؛ لكونه الهدف الرئيس لمنظومة خدمات الرئاسة؛ لتسيير رحلته منذ دخول الحرمين حتى خروجه مدعومًا بكل الخدمات العلمية والتوجيهية، والخدمية والتطهيرية والتنظيفية والتعقيمية، والتشغيلية والهندسية، والرقمية والترجمة، فضلًا عن تسخير الرئاسة كامل طاقتها التشغيلية لخدمة المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك، وكافة كوادر الرئاسة من ذوي الكفاءة والتأهيل العالي لخدمة المعتمرين والمصلين بالمسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك، ومراعاة توزيع الورديات مراعاة للكثافة المتوقعة، حيث سيتم زيادة عدد الموظفين خلال الورديات التي تقام فيها صلاة التراويح والقيام.
خدمات شؤون الحرمين
وتطبق الرئاسة مبادرة معايير الوصول الشامل في المسجد الحرام وساحاته ومرافقه؛ لتمكين كل المستخدمين من الحجاج والمعتمرين والزائرين والعاملين وغيرهم سواءً كانوا من الأشخاص ذوي الإعاقة الدائمة أو المؤقتة أو كبار السن أو الأشخاص ذوي الحالات المرضية المختلفة أو الأشخاص تحت أي ظروف معينة؛ لتمكينهم من الوصول لجميع المرافق والخدمات على حد سواء من غير تفرقة رغم الفروقات الجسدية والعقلية واللغوية، وبدء العمل على تنفيذ حزم الدراسات الاستشارية بالعمل المشترك مع مكتب إدارة المشاريع لدى وكالة التخطيط الاستراتيجي والمبادرات وتحقيق الرؤية.
وتعظم الرئاسة خدماتها من خلال العديد من الروبوتات الذكية التي تسهم في تقديم الخدمة للقاصدين بشكل فعال، والمنتشرة في أرجاء المسجد الحرام للتسهيل على ضيوف الرحمن الوصول للخدمات في كل الأوقات، وتسخّر الرئاسة جميع طاقاتها البشرية، من خلال العمل على مدار الساعة لخدمة المعتمرين والقاصدين.
وتتضمّن الخطة تقديم دروس علمية ومحاضرات ثقافية رمضانية يقدمها كوكبة من كبار العلماء وأئمة ومدرسي المسجد الحرام تبث عبر منصة منارة الحرمين على الهواء مباشرة بعدة لغات فضلا عن حملة «خدمة معتمرينا شرف لمنسوبينا».
لضيوف الرحمن.. #شؤون_الحرمين تقدم خدماتها بـ50 لغة https://t.co/N6VwlcADZq #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 27, 2023
وأشار إلى إطلاق مبادرات خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تخصيص الرئاسة لمصليات مهيأة لذوي الإعاقة العديد من التطبيقات الإلكترونية التي تسعى من خلالها لتسهيل تجربة الضيف الكريم، ومرافقة المعتمر منذ لحظة وصوله إلى المسجد الحرام وحتى لحظة انتهاء مناسكه من خلال عرض المناسك وشرحها وتقديم الإرشادات اللازمة، خدمة الحجز المسبق للعربات الكهربائية لكبار السن وذوي الإعاقة، وكذلك منصة منارة الحرمين التي تقدم البث المباشر للتلاوات والدروس والخطب من المسجد الحرام بعدة لغات.
ويطرح القطاع النسائي بالحرمين أكثر من 23 مبادرة وضعت بدقة متناهية واتساق مع موسم رمضان المبارك لهذا العام لتغطي كل الجوانب وصولًا إلى رسالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي السامية؛ لتقديم كل ما من شأنه خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.