كشف مختصون خلال الملتقى العلمي الأول "تحديات العلاج والتأهيل"، الذي نظمته الجمعية الخيرية للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية "تعافي" بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلاج الإدمان، عن إنشاء منصة وطنية للرقابة على الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية، ولفتوا إلى وجود 4 تحديات أبرزها عدم وجود مركز مرجعي لتطوير خدمات العلاج والتأهيل، وندرة البرامج التدريبية.
ودعا الملتقى الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، بحضور 24 متحدثًا من المملكة ودول عربية وعالمية، إلى تأسيس برامج تدريب خاصة بالمجموعات المهنية الأخرى، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مراكز علاج وتأهيل المدمنين.
كما دعا إلى زيادة البرامج الأكاديمية التدريبية المتخصصة للممارسين الصحيين في العلاج وتأهيل الإدمان، وزيادة الطاقة الاستيعابية من خلال زيادة السعة السريرية لعلاج وتأهيل الإدمان، ودعم تسجيل الأدوية المساعدة لعلاج إدمان الأفيون والكحول، وزيادة الأدلة الإرشادية "البروتوكولات العملية" لعلاج وتأهيل الإدمان، وإطلاق مشروع بناء آلية تدريب وتصنيف وتوظيف مرشدي التعافي في المملكة.
منصة وطنية للرقابة على الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية
شهدت الجلسات مداخلات للعديد من المختصين، وكشف مدير عام الإدارة العامة للصحة النفسية والخدمة الاجتماعية بوزارة الصحة د. نايف الصبحي، عن الانتهاء من إنشاء منصة وطنية للرقابة على الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية، مسجل بها جميع الأدوية المحظورة والممنوعة، والتي لا تُصرف إلا بوصفة طبية معتمدة ومختومة.
وأوضح أنه ووفق دراسة، وجد أن 96% من المدمنين كانوا مدخنين، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة فعّلت 58 مستشفى عامًا على مستوى المملكة فيها عيادات الإدمان.
ولفت إلى أن 33% من المصابين بالإدمان يُعالجون في مستشفيات الرياض بسبب حرصهم على السرية، إلى جانب اعتقادهم الخاطئ بأن العلاج في المنطقة يختلف عن المستشفيات التي يُعالجون بها، خصوصًا أن البروتوكول العلاجي واحد على مستوى مستشفيات المملكة.
ختام ملتقى «تحديات العلاج والتأهيل»#اليوم pic.twitter.com/tqTtYehH0M— صحيفة اليوم (@alyaum) March 2, 2023
قبول المريض قرار طبي وليس إداريًا
أضاف د. الصبحي أن هناك اعتقادًا سائدًا بأن قبول المريض هو قرار إداري، وهذا خطأ آخر شائع، فقبول المريض هو قرار طبي وإلا لأصبحت مستشفياتنا "دور إيواء".
وأشار إلى أن 42% من المنومين في مجمعات علاج الإدمان هم من الفئة العمرية 20 - 29 سنة، ويشكل الذكور 96% منهم، لافتًا إلى أن العمل جار لرفع الطاقة الاستيعابية بناء على أعداد مرضى الإدمان خلال السنوات المقبلة، بعد تنويم ما نسبته 4.1%، 8.691 مريضًا من إجمالي مرضى الإدمان، ما أدى إلى إشغال الطاقة الاستيعابية للتنويم بنسبة 39.5% لعام 2021م.
وأوضح أن الطاقة الاستيعابية للتنويم كان 23500 مريض في السنة، وأسرّة التنويم 1374 سريرًا في عام 2022، بمعدل 21 يومًا لكل مريض مقارنة مع المعيار العالمي لأسرّة التنويم، 27 سريرًا لكل 100 ألف.
وقال إن الفجوة بين الاحتياج والعدد الحالي تبلغ 8076 سريرًا، أما الطاقة الاستيعابية للتأهيل في منازل منتصف الطريق فتبلغ 1158 مريضًا سنويًا، وهو ما يعادل 0.6% من مرضى الإدمان، فيما يتوافر 607 أسرّة في 2022.
ندرة البرامج التدريبية في تأهيل وعلاج الإدمان
أوضح د. نايف الصبحي أن أبرز التحديات التي تواجههم هي: عدم وجود مركز مرجعي "بحثي، تدريبي" لتطوير خدمات علاج وتأهيل الإدمان، وندرة البرامج التدريبية في تأهيل وعلاج الإدمان للكوادر الطبية وغير الطبية، وعدم وجود ميزانية مالية مخصصة لتشغيل مراكز تأهيل الإدمان "منازل منتصف الطريق" القائمة حاليًا، وعدم وجود آلية تنسيق تلزم الموظفين في القطاعات الوظيفية المختلفة "العسكرية، المدنية، القطاع الخاص" بالالتحاق بالبرامج العلاجية والتأهيلية والاستمرار فيها، وجار العمل على تفعيل ذلك.
تشمل 3 محاور.. تفاصيل أول خطة عربية لخفض الطلب على المخدرات https://t.co/b07x7tt8Gd— صحيفة اليوم (@alyaum) March 2, 2023
قراءة التحليل للاستراتيجية والعمل على تحفيز العلاج
كشف م. هاني دهان، من أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، عن البدء في تطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات وخلال الأشهر الستة المقبلة ستُرفع إلى المقام السامي للاعتماد.
وأوضح أنها تركز على رفع مستوى مكافحة المخدرات والوقاية منها والعلاج، لتحقيق مستهدف الرؤية بتحصين المجتمع ضد المخدرات.
ولفت إلى أنه خلال 10 سنوات سنعمل على قراءة التحليل للاستراتيجية، والعمل على تحفيز العلاج، وأنه يجري العمل مع هيئة البيانات وذكاء الأعمال لتوفير كل البيانات فيما يخص المخدرات.