أوضح مختصون أن مرض «رقص سيدنهام» من مظاهر الحمى الروماتيزمية، ويصيب الأطفال غالبًا ما بين 5 و18 عامًا، ويحدث لدى ما يصل إلى 40٪ من المرضى المصابين بالحمى، وأكثر انتشارًا بين الأطفال الإناث.
وأكَّد الاختصاصيون لـ«اليوم» أن المملكة آمنة من المرض، ولا يوجد أي داع للقلق.
غير شائع
قالت استشارية أعصاب واضطرابات الحركة بمستشفى الملك فهد الجامعي د.زينب عبد اللطيف العرفج إن مرض «رقص سيدنهام» يعرف باسم «رقصة سانت فيتوس»، وهو مظهر من مظاهر الحمى الروماتيزمية، ويحدث في ما يصل إلى 40٪ من المرضى المصابين بالحمى، وغير شائع في المملكة.
وتابعت: ولكنه يحدث بوتيرة أعلى بكثير في البلدان النامية، وسببه يرجع للعلاج المكثف بالمضادات الحيوية لالتهاب اللوزتين البكتيري.
المناعة الذاتية
أضافت العرفج: يُعتقد أن أسبابه نتيجة اضطراب في المناعة الذاتية يحدث عادةً بعد الإصابة بالتهاب اللوزتين البكتيري، وتحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة ضد العدوى البكتيرية بالمضادات الحيوية، وتتفاعل هذه الأجسام المضادة مع خلايا العقد القاعدية، والتي لها أدوار مهمة في التحكم في الحركات، ويعتبر موت وتلف هذه الخلايا مسئولًا عن مظاهر المرض.
وأكملت: عادة ما تظهر أعراض المرض من 6 إلى 8 أسابيع بعد التهاب اللوزتين البكتيري، وأكثر انتشارًا في الإناث من الذكور «3: 1» إذ يُعد مرض الطفولة إلى حد كبير، وتتراوح أعمار المرضى الأكثر إصابة بين 5 و18 عامًا.
التهاب القلب
أشارت العرفج إلى أن أعراض المرض تتمثل في حدوث اضطرابات حركية وإدراكية ونفسية، وتختلف في الظهور من شخص لآخر وتظهر في صورة اضطرابات حركية ومعرفية ونفسية، وينتج عنها التهاب القلب في ما يصل إلى 80٪ من المرضى، والتهاب المفاصل.
وبيَّنت أن المريض يتعافى تمامًا، ولكن قد تستمر الأعراض لمدة تصل إلى عامين أو أكثر، ويحدث تكرار اضطرابات الحركة فيما يصل إلى 50٪ من المرضى.
وأشارت إلى أنه من مصادر القلق تطور أمراض القلب الصمامية كعنصر من الحمى الروماتيزمية.
وأوضحت أن الوقاية عن طريق العلاج القوي لعدوى التهاب اللوزتين البكتيري، وتقليل احتمالية الإصابة بأمراض القلب الروماتيزمية بمجرد تشخيص المرض.
ولفتت إلى أن منظمة الصحة العالمية أوصت بالوقاية الثانوية من المضادات الحيوية حتى سن 21 عامًا.
اضطراب المعرفة
من جهتها، أوضحت طبيبة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د.نور المحيش أن المرض ينتج عن ردة فعل مناعية، تحدث بعد الإصابة بعدوى بكتيرية تعرف بـ«Group A Streptococcus».
وبيَّنت أن هذا النوع من البكتيريا عادةً ما يتسبب في حدوث الحمى الروماتزمية والتهاب الحلق البكتيري، وقد يؤثر في الدماغ تحديدًا بمكان يعرف بالنوى القاعدية أو Basal Ganglia ما يتسبب بحدوث حركات لا إرادية، ويتميَّز المرض بوجود حركات راقصة بالإضافة إلى أعراض اضطراب في المعرفة، وتغيرات في التصرفات تشمل «توتر، اكتئاب، وسواس قهري».
طريقة الكتابة
أضافت د. المحيش، إن الأعراض تتمثل في حركات لا إرادية لليدين، والأكتاف، والوجه، والرجلين والجذع، وتختفي أثناء النوم، وتغير في طريقة الكتابة، وفقدان القدرة على استخدام اليدين بكفاءة كالسابق، وفقدان السيطرة على المشاعر، بكاء أو ضحك مفاجئ، يجري التشخيص عن طريق أخذ تاريخ مرضي.
الفحص السريري
بيَّنت أن الفحص السريري يضم بعض التحاليل المهمة منها مسحة الحلق، بالإضافة لقياس معدل سرعة الترسيب والالتهاب وصورة للدماغ، فيما يتضمن العلاج مضادات حيوية تستهدف البكتيريا، كما يمكن وصف مضادات حيوية وقائية لمنع حمى روماتيزمية أخرى، أما بالنسبة للحركات اللا إرادية أو اضطراب المشاعر، فيمكن كذلك استخدام أدوية للسيطرة عليها، ويمكن التشافي من المرض تمامًا خلال أشهر باستثناء بعض الحالات النادرة جدًا.
