حذرت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية من أن عودة سوريا المحتملة إلى جامعة الدول العربية قد تقود إلى تعزيز موقف الرئيس بشار الأسد في بيروت.
وبحسب مقال لـ"عدنان ناصر"، يثير الحديث عن احتمال عودة سوريا إلى الجامعة، والذي تزايد عقب تضامن دول عربية مع دمشق عقب الزلزال، تساؤلات حول مستقبل العلاقات اللبنانية السورية.
تعزيز جديد للشرعية
لفت إلى أن السؤال الأساسي الذي يُطرح هو كيف سيستخدم الأسد هذه التعزيز الجديد للشرعية لتقوية يده في لبنان المجاور.
ومضى يقول: "قد يبدو السؤال سخيفًا بالنظر إلى أن الأسد ما زال يحاول التعافي تمامًا من أكثر من عقد من الحرب الأهلية التي دمرت البنية التحتية لبلاده وشردت ملايين السوريين، داخليًا وخارجيًا".
وأضاف: "مع ذلك، فإن الفكرة لا تخلو من المنطق تمامًا، حيث يمتلك الأسد طرقًا للتلاعب بالأحداث في لبنان لصالحه بطريقة قد تكون جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد ليصبح الطرف المهيمن في بلاد الشام".
حلفاء لبنانيون
استطرد: "بدايةً، لديه حلفاء لبنانيون يتنافسون لملء المنصب الرئاسي بعد أن أكمل ميشال عون ولايته التي استمرت 6 سنوات في أكتوبر 2022".
وتابع: "أحد هؤلاء الحلفاء هو سليمان فرنجية، زعيم حركة المردة والسياسي المسيحي الماروني الذي ينحدر من بلدة زغرتا شمال لبنان والصديق المقرب لبشار الأسد".
ونبه إلى أن سليمان فرنجية الجد هو من كان دعا حافظ الأسد إلى التدخل أثناء الحرب الأهلية في السبعينيات من القرن الماضي للوقوف لجانب الحكومة واليمين السياسي اللبناني ضد اليساريين اللبنانيين ومنظمة التحرير الفلسطينية.
استجابة سورية
أضاف: "استجابت سوريا بأن كانت الجزء من قوة حفظ سلام عربية كبيرة، وبقيت في البلاد كقوة محتلة حتى اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عام 2005".
وأردف: "رغم أن المشاعر الشعبية انقلبت ضد الأسد والوجود العسكري السوري في لبنان، فإن العلاقة بين عائلتي فرنجية والأسد لم تتزعزع قَطُّ".
ومضى يقول، على الرغم من حقيقة أن تيار المردة لديه عضو واحد فقط في مجلس النواب اللبناني، فلديه فرنجية الصغير فرصة السير على خطى جده إلى القصر الرئاسي".
وتابع: "يشمل تحالفه مع الأسد أيضًا أصدقاء من حزب الله المدعوم من إيران التي قدمت مساعدة عسكرية كبيرة لنظام الأسد".
مرشح مفضل
وبحسب الكاتب، فرنجية هو أيضًا المرشح الرئاسي المفضل غير المعلن لـ حزب الله.
وتابع: "بحسب مقابلة أجراها الأسد في نوفمبر الماضي، فإن لبنان هو الجناح الرئيسي لسوريا، كما أشار إلى حزب الله باعتباره حليفه الاستراتيجي وتعهد بمواصلة دعمه".
واستطرد: "من الواضح بشكل لا لبس فيه أن الأسد يدرس كل السبل الممكنة إذا كان ذلك سيساعد في ترسيخ سلطته. إن وجود حزب الله وفرنجية في صفه مع العودة في الوقت نفسه إلى العالم العربي سوف يمنحه النفوذ الذي يحتاجه لتأمين نظامه لسنوات عديدة قادمة".