ملايين الأطنان من الحبوب الغذائية اللازمة لإطعام شعوب العشرات من الدول تتدفق من أوكرانيا إلى العالم كافية إياه شر الوقوع في مجاعة، حال توقف الإمداد الأوكراني.
ومع بدء الحرب الروسية، توقف تصدير أوكرانيا لحبوبها بسبب غلق الجيش الروسي الموانئ الخارجة منها السفن المحملة بالحبوب والغذاء، تخوفًا من عودتها محملة بالأسلحة، ما كاد يدخل العالم في أزمة غذائية طاحنة.
لكن مع تدارك المجتمع الدولي للأزمة وتوسطه لدى الروس، عقدت اتفاقية بين موسكو وكييف تقضي بالسماح للغذاء بالخروج بسلام، لمدة محددة، ومع قرب انتهاء تلك المدة تثار مخاوف بشأن نية روسيا بالخروج من الاتفاق وإعادة غلق الموانئ الأوكرانية.
انتهاء الاتفاق
سيشهد الـ18 من مارس المقبل انتهاء المدة الثانية من الاتفاق المبرم بين روسيا وأوكرانيا، القاضي بتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية المكدسة في الصوامع والموانئ نتيجة الحرب.
الاتفاقية، المعروفة باسم "مبادرة حبوب البحر الأسود"، وقّعتها روسيا وأوكرانيا في الـ22 من يوليو الماضي، بوساطة تركية وإشراف من الأمم المتحدة، وتسري مدتها 120 يومًا قابلة للتجديد.
#روسيا تعلن استئناف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية https://t.co/Z5qdY2p0nK #اليوم pic.twitter.com/x1UrffsKmt— صحيفة اليوم (@alyaum) November 2, 2022
وفيما انتهت المدة الأولى بشبه سلام -انسحبت خلالها روسيا بضعة أيام قبل أن تعود بضغط دولي- وكان دخولها في الفترة الثانية نوفمبر الماضي عسيرًا بعد إلحاح من المجتمع الدولي، فإنه من المشكوك فيه أن يوافق الكرملين بسهولة على الالتزام بفترة ثالثة.
انسحاب روسيا.. احتمال قائم
من المحتمل أن ترفض روسيا الالتزام بفترة ثالثة من الاتفاقية تمتد لـ120 يومًا آخرين بعد انتهاء المدة الحالية.
ويُرجع الأكاديمي الروسي المختص في السياسة الدولية، ديميتري فيكتوروفيتش، تلك الاحتمالية إلى تضرر قطاع الزراعة الروسي من سريان الاتفاق مع انتعاش نظيره الأوكراني واستفادة أوروبا المتحالفة مع كييف.
ويرى فيكتوروفيتش أن روسيا ظلمت جراء تلك الاتفاقية، إذ يعطل الغرب مادتها التي تنص على رفع القيود عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة مقابل سماح روسيا للشحنات الأوكرانية بالخروج من المواني بسلام لتوصيل شحناتها إلى المستوردين.
ووفق الأكاديمي الروسي، فإنه من غير المعقول أن توافق روسيا على استمرار تضررها من الاتفاقية مقابل انتفاع جارتها المتحاربة معها.
تجديد الاتفاقية أو مجاعة عالمية
يعرض الانسحاب الدائم لأحد طرفي المعاهدة أو فضها بطريقة ما، بعد مدة انتهائها الحالية العالم لخطر الوقوع في مجاعة كبيرة، إذ حينها ستحجب ملايين الأطنان من القمح والذرة الصادرة لإفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فإن أوكرانيا وحدها تزود العالم بنحو 45 مليون طن من الحبوب كل عام، وهي بذلك تكون بين الخمسة الكبار المصدرين للحبوب على مستوى العالم. كما أنها أكبر مصدر لزيت عباد الشمس، إذ تمد العالم بـ46% من صادراته الزيتية.
The agreement signed today by Ukraine, the Russian Federation & Türkiye under UN auspices opens a path for commercial food exports from Ukraine in the Black Sea.
It will help avoid a food shortage catastrophe for millions worldwide.
It is a beacon of hope, possibility & relief. — António Guterres (@antonioguterres) July 22, 2022
وفي حديثه مع شبكة سكاي نيوز، يوضح مستشار المركز العربي للدراسات والخبير في الشؤون الاقتصادية، أبو بكر الديب، أن تعطيل الاتفاقية سيرفع معدل الجوع العالمي ليصيب نحو 1.5 مليار شخص، كما سيفقر 41 دولة حول العالم تعاني بالفعل أزمات اقتصادية وغذائية.