اتفق ضيوف ندوة "فلسفة الحوار منهج وإعداد"، التي أقيمت ضمن فعاليات معرض الشرقية للكتاب 2023، على أهمية الحوار الهادف، مشددين على أنه يجب أن تكون هناك رقابة على المحتوى، واستضافت الندوة كل من الكاتبة الصحفية تغريد الطاسان، الصحفي والكاتب والمؤلف المغربي ياسين عدنان، والإعلامية ريم بساطي.
وقالت الطاسان في بداية الندوة: "يجب أن يكون هنا ضبط للمحتوى الإعلامي، وأن نهتم بالقيمة أكثر من المادة، فالمادة حق مشروع لنا كبشر؛ أن نحصل عليها، أن ننمي ثرواتنا، سواءً أفراد أو جماعات أو مؤسسات، لكن بالحفاظ على المستوى والرقابة على المحتوى"، وأضافت: "إن لم تكن هناك رقابة على المحتوى المطروح، فغداً سوف ينقل الضد على المجتمعات، كل تقدم حققته سوف يرجع بنا إلى الوراء إن لم يكن هناك لغة حوار هادفة ومؤدبة وراقية".
واستبعدت الطاسان أن يتم ضبط جميع الموجودين على ساحة التواصل الاجتماعي، قائلة: "للأسف لا نستطيع، لكن عندما يسود الإيجابي سوف تتقزّم مساحة السيئ، وإذا لم يكن هناك ضابط فسوف تتعملق مساحة السيئ وتتقزّم مساحة الإيجابي. السيئ لن ينتهي منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لكن العبرة من يسود".
من جانبه قال ياسين عدنان: "الإعلامي في مجال الصحافة الثقافية هدفه تقريب أو تقديم إصدارات جديدة، مثلاً مشاريع أدبية وفكرية للمجتمع، القارئ بطبيعته الذي سيتلقف أو سيشاهد حلقة مثلاً وسيهتم بكتاب سيذهب ليسأل عنه سواءً في المعرض أو المكتبة".
بينما بدأت ريم بساطي حديثها بسؤال "لماذا ونحن نتصفح القنوات نقف على برامج وتشدنا، ويجذبنا هذا الحوار بينما على قناة أخرى هناك برامج يجب أن نغيرها؟" مجيبة على ذلك بقولها: "بكل بساطة لأن هناك حواراً سلبياً، هذا الحوار السلبي يتميز بمميزات كلها ضد الإيجابيات، وأساسيات هذا الحوار تكون خارج الأطر المهنية والكلاسيكية في إدارة الحوار"، مضيفة: "عندما يرى المحاور نفسه أنه النجم، هنا يفقد الحوار أساسياته، صحيح أن المحاور يصبح نجماً في طريقته، والتزامه، وأدائه، ومحاورته، وطريقة طرح السؤال، بينما الضيف هو الذي يجب أن يُسلط عليه الضوء"، مشيرةً إلى أن بعض المحاورين يضع هدفه استفزاز الضيف أو السخرية منه حتى يحقق المشاهدات، واصفتها بالمشكلة معللةً ذلك بقولها: "فأصبح بعض المحاورين يخرجون عن هذه الأطر الكلاسيكية المهنية في نطاق الشرف الإعلامي".