عندما وعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أوكرانيا بدعم واشنطن الثابت في مواجهة العملية العسكرية الروسية لم يكن يعلم أن بعد عام من الحرب ستتصاعد صيحات وقف الدعم من أعضاء الحزب الجمهوري وغيرهم.
على أرض المعركة يواصل الرئيس الأوكراني، الضغط والإلحاح بلا كلل من أجل ضمان وصول الدعم اللازم من حلفاء كييف وعلى رأسهم واشنطن، دون أن يصغي لأي أصوات أمريكية تنادي بوقف الدعم لتهدئة العجز.
تضخ الولايات المتحدة مليارات الدولارات في شكل مساعدات عسكرية ومساعدات أخرى لأوكرانيا، إذ تتربع واشنطن على قائمة الداعمين ماديًا وعسكريًا بقيمة 77.5 مليار دولار.
ودعا عدد من المشرعين الجمهوريين المتحالفين مع الرئيس السابق دونالد ترامب إلى فرض قيود على المساعدات، بحسب "رويترز".
وفقًا لاستطلاع رأي أجرته قناة "فوكس نيوز"، يعتقد 50 بالمائة من الأمريكيين أنه يجب على الولايات المتحدة دعم أوكرانيا "طالما أن الأمر يتطلب" الفوز في الحرب ضد روسيا، بينما يعتقد 46 بالمائة أنه يجب أن يكون هناك إطار زمني محدود.
سياسية "الشيك على بياض"
انتقد حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، هذا الأسبوع ما وصفه بسياسة بايدن "الشيك على بياض" بشأن أوكرانيا.
قدم الجمهوريون اليمينيون في مجلس النواب قرارا يقترح قطع المساعدات، لكنه يفتقر إلى الدعم الكافي لتعريض المساعدات للخطر على المدى القريب.
يرى نواب بمجلس الشيخ الأمريكي، أن الحرب الروسية الأوكرانية، تجري بالأساس في الفناء الخلفي لأوروبا، ما يتطلب تقديمها مزيدًا من الدعم المادي والعسكري، ورغم ذلك فإن واشنطن تدفع الفاتورة الأكبر لتلك الحرب عبر المساعدات.
اجتمعت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مبنى الكابيتول، نهاية فبراير الماضي، لمناقشة حالة الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا، دعا أعضاء مجلس الشيوخ الحلفاء الأوروبيين إلى تكثيف الدعم للدولة التي مزقتها الحرب والتي طلبت قدرًا متزايدًا من المساعدات من الخارج.
#بوتين و #بايدين وحرب #أوكرانيا.. هل تمتد معركتهما لما بعد 2024؟ https://t.co/7fI5mVizQE pic.twitter.com/9PQZUMrXkO— صحيفة اليوم (@alyaum) February 28, 2023
الفناء الخلفي الأوروبي
قال السيناتور الجمهوري، ريك سكوت، إنه يتعين على دول أوروبا بذل المزيد، في إشارة إلى أن واشنطن هي من يدفع الجزء الأكبر من فاتورة الحرب.
وأضاف: "أعتقد أن ما سعينا للتركيز عليه هو كيفية تقديم المساعدة؛ أنا أقدّر بشدة ما فعلته بولندا ، على وجه الخصوص ، في السماح للعديد من المواطنين بالدخول وأن يكونوا أساسًا جزءًا من نظام الخدمة الاجتماعية الخاص بهم ومساعدتهم على استئناف حياتهم ، ولكن ، أعتقد أن ما يتعين على أوروبا فعله هو تبدأ في الظهور".
ووصف "سكوت" الحرب بأنها قريبة من المنزل الأوروبي.
"لا دعم إلى الأبد"
وردا على سؤال حول إضعاف الدعم الشعبي للمساعدات العسكرية لأوكرانيا ، لم ترد المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، بشكل مباشر، لكنها قالت إن الأمريكيين يعرفون ما هو على المحك ويمكنهم أن يتصلوا بكفاح أوكرانيا من أجل "الحرية والاستقلال".
وأوضح واتسون: "إن دعم الأمريكيين لأوكرانيا ينعكس في الدعم القوي من الحزبين الذي تلقته المساعدة الأوكرانية في مجلسي الكونجرس".
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه للتحدث بصراحة عن دعم الولايات المتحدة للحرب، إن الإدارة أبلغت الحكومة الأوكرانية أن الموارد الأمريكية ليست بلا حدود، بحسب ما نقلته "رويترز".
ولفت المسؤول إلى أن "الجميع يفهم أن هذه (الحرب) يجب أن تنتهي في وقت ما، ونود جميعا أن نرى أنها تنتهي عاجلا وليس آجلا".
لقاء مغلق.. بايدن وشولتس يتعهدان بالاستمرار في دعم أوكرانيا https://t.co/nsPnzaTlnV pic.twitter.com/2joeuMIGSv— صحيفة اليوم (@alyaum) March 4, 2023
محاسبة بايدن
أعلنت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، أنها تخطط لتقديم مشروع قانون لفرض مراجعة لمليارات الدولارات من المساعدات التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في حربها المستمرة منذ عام مع روسيا.
وأوضحت جرين في تصريحات تلفزيونية، أنها ستجبر الكونجرس على إجراء مراجعة، قائلة: "هذا بالضبط ما يحتاجه الشعب الأمريكي، مراجعة حسابات أوكرانيا، لأنه ليس لدينا أي فكرة عن مكان ذهاب كل هذه الأموال".
وأضافت جرين: "إنني أقدم هذا القرار، وأتطلع إلى رؤية زملائي الجمهوريين يؤيدونه".
واتهمت إدارة بايدن بأنها "منفصلة تمامًا عما يريده الشعب الأمريكي لدرجة أنهم سيقودوننا حرفياً إلى الحرب العالمية الثالثة".
