كشف تقرير اقتصادي حديث عن نشاط غير مسبوق خلال عام 2022، عن تسجيل منطقة الشرق الأوسط وافريقيا نحو 754 صفقة خلال العام، متجاوزة الأرقام التقليدية التي كانت تسجلها تاريخياً بين 500 و600 صفقة لتحقق نمواً في عدد الصفقات بنسبة 13% مقارنة مع العام 2021.
وأوضح تقرير إرنست ويونج (EY) لصفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن تحسن ظروف السوق بسبب ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الست الماضية، والإصلاحات التشريعية التي جاءت لصالح الأعمال التجارية، وتخفيف قيود السفر الحكومية، أدى إلى تعزيز ثقة المستثمرين، مما أدى إلى زيادة في نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن الصفقات المحلية استحوذت على 51٪ من إجمالي حجم صفقات الاندماج والاستحواذ مع 388 صفقة، وعلى 34٪ من القيمة الإجمالية للصفقات مع 28.4 مليار دولار.
واحتلت الصفقات الصادرة المرتبة الأولى من حيث القيمة، مسجلةً 40.1 مليار دولار، في 201 صفقة، في حين بلغ عدد الصفقات الواردة 165 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 14 مليار دولار أمريكي.
137 صفقة حكومية خلال 2022
وأما عن الصفقات المرتبطة بالجهات الحكومية، فأشار التقرير أنها بلغت 137 صفقة في عام 2022، وهو أعلى بنسبة 78٪ مقارنة بعام 2021، وأعلى رقم منذ عام 2017، لتمثل هذه الصفقات 49% من إجمالي قيمة الصفقات المعلن عنها، مع عائدات بلغت 40.3 مليار دولار أمريكي.
وعلى صعيد القطاعات، استحوذ قطاع التكنولوجيا على 25٪ من إجمالي عدد الصفقات، ليعكس مواصلة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعزيز سهولة ممارسة الأعمال التجارية في سياق سعيها لتعزيز مكانتها كمركز للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.
ووتصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قائمتي البلدان الأكثر جذباً والأكثر تنفيذاً للصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تلتها المملكة العربية السعودية في كلا القائمتين.
واحتلت كلٌّ من مصر وسلطنة عُمان مكاناً على قائمة الدول الخمس الأكثر جذباً وتنفيذاً لصفقات الدمج والاستحواذ، فيما كانت مؤسسات الولايات المتحدة على العدد الأكبر من الصفقات الواردة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تسجيل 35 صفقة، 19 منها في قطاع التكنولوجيا.
الإمارات تستحوذ على 3 أكبر صفقات
وأشار إلى أن الإمارات العربية المتحدة سجلت ثلاثة من أكبر صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة، بقيادة مؤسسة "كيس دي ديبو إي بلاسمان دو كيبك الكندية، والتي استحوذت على 22٪ من ملكية شركة موانئ دبي العالمية في كلٍّ من المنطقة الحرة في جبل علي، ومجمع الصناعات الوطنية، وميناء جبل علي مقابل 5 مليار دولار أمريكي.
وفي المرتبة الثانية جاءت صفقة صادرة تمثلت في استحواذ مؤسسة الإمارات للاتصالات والوحدة التابعة لها أطلس 2022 هولدنجز، على 9.8٪ من مجموعة فودافون مقابل 4.4 مليار دولار أمريكي.
ويليه استحواذ شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" على 24.9٪ من شركة النفط والغاز النمساوية "أو إم في" (OMV AG) من صندوق ثروة سيادية محلي تابع لشركة مبادلة مقابل 4.1 مليار دولار أمريكي.
صفقات السعودية تتماشى مع رؤية 2030
وتتماشى صفقة الاستحواذ المقترحة من صندوق الاستثمارات العامة على 51٪ في شركة توال في المملكة العربية السعودية، مع رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على قطاع النفط والغاز.
فيما كان استحواذ شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو" على أعمال المنتجات العالمية لشركة "فالفولين" مقابل 2.7 مليار دولار أمريكي بمثابة صفقة استراتيجية في قطاع النفط والغاز.
وقال براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY، إن نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط بلغ ذروة جديدة خلال العام الماضي، وهو ما يدل على نجاح الشركات في تعديل استراتيجياتها الخاصة بصفقات الاندماج والاستحواذ بما يلائم الاحتياجات المتغيرة في السوق.
فيما قال أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدىEY إن صعوبات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة وأوروبا أدت إلى تراجع رأس المال وتوجهه إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث قادت المؤسسات المرتبطة بالحكومات والشركات الاستراتيجية الإقليمية نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ خلال عام 2022.