جذبت لوحة الأحساء التي قدمها الفنان التشكيلي عبد الحميد البقشي بمعرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية بمهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة 2023 بقلعة أمانة الأحساء التراثية، زوار المعرض لما شكلته واحتوته اللوحة من جمالية وتعبير ووصف للأحساء، ما بين الخضرة والمياه الطبيعة والصحراء.
وفي حديثه الخاص لموقع "اليوم"، قال البقشي: "معرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية هذا العام مميز، لما يحتويه من تنوع العارضين لأكثر من ذوق وأكثر من بيئة وفنانين من مختلف مناطق المملكة، ومن دول الخليج الشقيقة، ولذلك نجد الأعمال مختلفة".
معرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية
أضاف البقشي: "لوحة الاحساء التي أشارك بها في معرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية، كتبت كلمة الأحساء ووضعت ما بين الحروف عيون، وهي مساحات محدودة باللون الأزرق، وفي وسطها ما يعبر عن ينبوع الماء، وعملت الحروف خضراء، وفيها الثمار؛ كون الأحساء كانت مثمرة، وفيها في ذلك الوقت معظم أنواع الفواكه".
والبعض يستغرب حينما نقول إن الأحساء يزرع فيها المشمش، فكانت الأحساء تزرع المشمش وأشياء كثيرة، فهي تعبر عن الأحساء، أما اللون البيج حول الكلمة فهي الصحراء وتجد أنها واحة الصحراء، فتلاحظ اللونين الأخضر في الحروف والبيج في الصحراء.
شاهد.. فعالية الرسم المباشر احتفالا بيوم التأسيس في معرض «عبير الأحساء» للمزيد: https://t.co/XYXc05wT23#يوم_التأسيس#يوم_بدينا#اليوم pic.twitter.com/VkwTcOpJsz— صحيفة اليوم (@alyaum) February 22, 2023
وأضاف: "الأحساء مبدعة بأهلها، وهي ولادة، ويكفي أن جمعية الثقافة والفنون بدأت في الأحساء على يد مجموعة من الشباب الآن، هم كبار في السن منهم الفنان التشكيلي أحمد السبت، والفنان التشكيلي الراحل محمد الصندل، والممثل عمر العبيدي، وبالنسبة لي شاركت معهم بعد أشهر ولست من المؤسسين للجمعية".
وقال: "بالنسبي لي بدأت الفن التشكيلي بعمر الـ6 سنوات، وتأثرت بأخي الذي كان يرسم على الجدران، والذي كان لديه ميول فنية، رغم أنه لم يستمر، فكنت متأثرًا به خصوصًا عملية النقش بالمسلة، إبرة الخيش على جدران الجص، فأحسست بأنها نقطة انطلاقي، وبداية عشقي للفن، واستمر هذا معي في المدرسة الابتدائية".
البقشي: مارست الرسم وأنا صغير
أضاف: "كنت أشاهد اللوحات المعلقة داخل المدرسة، وكنت محظوظًا بالمعلم عبد الوهاب المصري، وهذا لم يؤثر فيَّ فقط، بل أثر في الأحساء كلها، فكان خطاطًا ورسامًا، ومارست الرسم وأنا صغير، ومن بعد المتوسطة درست في معهد التربية الفنية والذي لم يكن فقط معهدًا، بل يستحق أن يكون أكاديمية، بسبب وجود مجموعة من الفنانين العرب المميزين، ومن ثم تخرجت في المعهد، وقمت بالتدريس 4 سنوات".
وتابع البقشي: "وبعدها حصلت على بعثة إلى أمريكا، ودرست في ولاية كاليفورنيا بمدينة لوس آنجلوس، وقد استفدت الكثير من خلال دراسة الكلية وزيارة المتاحف، ومن الأمور التي أتذكرها حينما عرضت بعض لوحاتي ورسوماتي على دكتور الجامعة، قال لي لن نفيدك لسبب أني أعرف الظل والنور، لأني استفدت من معهد التربية الفنية ومن المدرسين".
وقال: "إقامة المعارض الفنية مهمة إلى أبعد حد، فالفنان الذي يرسم ويشتغل ويتعب في عمله مفترض ألا يكون حبيس الدار أو الغرفة في البيت، بل إنه يستمتع بالمجتمع بأكمله، فالفن يرفع الذوق العام والفنان يشارك في رفع الذوق العام للمجتمع".