يرقد بين الحياة والموت، في غيبوبة تامة إثر إصابات بالغة تكاد تفرِّق بينه وبين أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين للأبد، بينما يقف أهله مكتوفي الأيدي حائرين وعاجزين عن تقديم أي مساعدة لانتشاله من بين براثن الموت، غير الدعاء له بالنجاة.
محمد محب، الرجل الأربعيني الذي وقع ضحية افتراس كلب بيتبول يمتلكه جاره زوج المذيعة المصرية أميرة شنب، في الـ26 من فبراير الماضي، على إثره أصيب بجروح خطيرة؛ تهتك بذراعه وساعده الأيمن، شلل في العضلات الباسطة للرسغ والأصابع، نتيجة قطع بالعصب الكعبري، إضافة إلى كدمات وجروح عميقة في مناطق متفرقة بجسده.
نصف ساعة من الرعب
إثر الاعتداء الوحشي من الكلب، نقل محب إلى المستشفى لإسعافه، وهناك توقف قلبه عن النبض، لتعيش أسرته نصف ساعة من الرعب قبل أن ينجح الأطباء في إنعاشه مرة أخرى.
"محب" نجا من الموت بعد توقف قلبه، لكنه دخل في غيبوبة من اليوم الثاني لهجوم الكلب عليه، لم يفق منها حتى الآن.
رأي القانون
أمرت النيابة العامة المصرية بحبس المتهم صاحب الكلب المعتدي على جاره، احتياطيًّا على ذمة التحقيقِ معه، لاتهامه بالتسبب خطأً في إصابة جاره المجني عليه، بإهماله وعدمِ احترازه بترك الكلب دون قيد أو تكميم.
وفي بيانها الذي أصدرته عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت النيابة إن قرارها جاء بعد تحقيقات باشرتها فور تلقيها بلاغًا من زوجة المصاب في الـ27 من فبراير الماضي.
https://t.co/ezOqnz3XAw pic.twitter.com/l8QxJEWwMQ— النيابة العامة المصرية (@EgyptianPPO) March 5, 2023
ووفقًا لما تنقله مواقع مصرية، فإن القانون يحكم في تلك الحالة على المعتدي بعقوبة تُقدّر بالحبس مدة لا تزيد على سنة، وغرامة لا تجاوز 200 جنيه مصري، وإذا تسبب الاعتداء في إصابة المجني عليه بعاهة مستديمة، فإن العقوبة تكون الحبس لمدة لا تزيد على سنتين، وغرامة لا تجاوز 300 جنيه، أو إحدى العقوبتين.
وحال وفاة المصاب، فإن النيابة توجه تهمة القتل الخطأ لصاحب الكلب، وبحسب المادة 238 من قانون العقوبات، على من تسبب خطأ فى موت شخص بأن كان ذلك ناشئًا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته القوانين والقرارات واللوائح والأنظمة، فإنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تتجاوز 200 جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين.
قوانين اقتناء الكلاب
يقرِّر الدكتور خالد العامري، نقيب الأطباء البيطريين سابقًا، في تصريحات تليفزيونية، خلو مصر من قوانين لتنظيم اقتناء الكلاب في الدولة، فضلًا عن استيرادها وعملية تداولها ونقلها، الأمر الذي أتاح دخول أنواع شرسة من الكلاب غير مدرجة ضمن نطاق الحيوانات الأليفة، مثل البيتبول الذي اعتدى على محمد محب.
وألقى العامري خلال حديثه مع الإعلامي عمرو أديب في قناة mbc، اللوم على الهيئة العامة للخدمات البيطرية التي من المفترض أن تضطلع بسن وتنظيم قوانين عملية اقتناء الحيوانات داخل الدولة.
محاولة تشريعية بطيئة
في منتصف 2021، تحديدًا أواخر يونيو، تداولت مواقع إعلامية مصرية أخبارًا عن تقديم مشروع قانون من النائب أحمد السجيني، رفقة 60 نائبًا (بما يشكل أكثر من عُشر عدد أعضاء المجلس)، لتظيم حيازة الحيوانات الخطرة والأليفة، مع تركيز على اقتناء الكلاب الشرسة التي تزيد حوادث اعتدائها على المصريين كل عام.
وفي الـ18 من مارس 2022؛ أي بعد 9 أشهر من تقديم المشروع، كان مجلس النواب لا يزال يناقش إقراره، بعدما وافق عليه مبدئيًا.
وفي أواخر يناير 2023، كان القانون لا يزال قيد المناقشة، بعد نحو عامين من تقديمه، وهو إلى الآن لم يصدر بعد، ولحين الانتهاء منه، قال السجيني -مقدم المشروع- إن المجلس سيشكل لجنة عليا برئاسة وزير الزراعة لمواجهة انتشار الحيوانات الضآلة في الشوارع.
