قال موقع "يونايتد ورلد انترناشيونال داتا" إن المعارضة التركية التي تسعى لهزيمة الرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات مايو المقبلة، عاجزة عن قراءة المشهد السياسي.
وبحسب مقال لـ"أونور سنان غوزلتان"، مع اقتراب موعد الانتخابات يصعب فهم ما يجري في السياسة التركية، خاصة بعد الزلزال المدمر.
سياسة التوازن
مضى الكاتب يقول: "ظلت حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان في السلطة منذ 21 عامًا".
وتابع إن الحزب، الذي بدأ بخطاب ليبرالي ومؤيد للغرب ومحافظ في السياسة الداخلية، عكس مساره في اتجاه المزيد من التعاون مع الدول المجاورة وآسيا، لا سيما بعد محاولة الانقلاب المدعومة من الولايات المتحدة في عام 2016.
وأضاف: "لكنه وهو يقوم بذلك، امتنع الحزب عن حرق الجسور مع الغرب ضمن سياسة تسمى سياسة التوازن".
ولفت إلى وجود أدلة قوية على هذا الموقف، مثل العضوية المستمرة في حلف الناتو، والتعاون مع الدول الأوروبية بشأن المهاجرين، وإشارات التطبيع المتكررة التي ترسل للولايات المتحدة.
السياسات القومية
استطرد الكاتب: "في الوقت نفسه، انخرط الحزب في تعاون ذي أهمية استراتيجية مع الدول المجاورة، وروسيا في المقام الأول".
وأوضح أنه بالتوازي مع هذه التطورات، تنازل حزب العدالة والتنمية جزئيًا عن السياسات الليبرالية، واتجه نحو ما يمكن تسميته بالسياسات القومية في السياسة المحلية، التي تتسق مع الخطوط الحمراء للدولة التركية في قضايا مثل قضية قبرص ومكافحة الإرهاب.
تحركات موالية للغرب
أشار الكاتب إلى أنه خلال هذا التحول في حزب العدالة والتنمية والدولة التركية، شرع حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري والكيانات السياسية المتجمعة حوله، في تحركات موالية للغرب وليبرالية لملء الفراغ السياسي الذي تركه حزب العدالة والتنمية في العلاقات مع الغرب.
وبحسب الكاتب، يمكن تفسير استراتيجية المعارضة هذه، على أنها نتيجة الافتراض القائل بأن الشخص الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع الغرب يأتي إلى السلطة، والذي جرى اعتباره أمرًا مسلمًا به في تركيا منذ خمسينيات القرن الماضي.
فشل المعارضة
تابع المقال: "في هذا السياق يمكن القول، أن المعارضة فشلت في تحليل الاتجاه السائد في العالم، الذي يتجه نحو التعددية القطبية وفقدان الولايات المتحدة قوتها".
وأضاف: "خلال هذا التحول، لم يتنازل حزب العدالة والتنمية عن السياسات المحافظة، وحماية مجموعات رأس المال التي أنشأها".
الافتقار إلى الكفاءة
أوضح كاتب المقال، أن المشكلة التي تواجه البلاد، والتي كشفت عنها كارثة الزلزال هي الافتقار إلى الكفاءة في جميع المؤسسات تقريبًا، وذلك لأن حزب العدالة والتنمية طبق مبدأ الولاء للقضية بدلاً من الجدارة في اختياراته للمناصب الحكومية والبيروقراطية، وعين أشخاصًا مقربين من الحزب بدلاً من المتعلمين والمؤهلين.
وأضاف: "من الواضح أن المعارضة والدول الغربية المهتمة بسياسة أردوغان الخارجية الإيجابية، وخاصة تجاه روسيا، تحاول استغلال الاحتجاج الشعبي على السياسات الخاطئة".
الأغلبية الصامتة
لكن، بحسب الكاتب، فإن المواطنين ذوي الآراء القومية، والذين يرفضون السياسات الخاطئة، والذين يشكلون الجزء الأكبر من الناخبين الأتراك، غير مرتاحين لخطط الغرب بشأن تركيا، واستعداد المعارضة للعب دور فيها.
واختتم بقوله: "الأغلبية الصامتة، العالقة بين أردوغان المرهق من 21 عاما في الحكم، والمعارضة الرئيسية التي تطالب بالسلطة من الغرب، لا تزال تنتظر مسارًا آخر للانفتاح".