يعتاد معظم الناس على استخدام البلاستيك في كل شيء تقريبًا خلال حياتنا اليومية، يمتد الأمر إلى الزجاجات التي نشرب فيها المياه أو العصائر والأطباق والمعلبات التي تحوي الطعام.. لكن دراسة جديدة حذرت الحوامل من خطر متعلق بالبلاستيك.
أوصى الخبراء بالشرب من الزجاجات الزجاجية أو المعدنية بسبب المخاوف المتزايدة من أن الجزيئات البلاستيكية الصغيرة قد تدمر صحتنا.
مخاطر البلاستيك على الحوامل والأجنة
حذرت الدكتورة، لويزا كامباجنولو، الخبيرة في علم الأنسجة والأجنة بجامعة روما، من وجود أدلة متزايدة على أن المواد البلاستيكية الدقيقة والمجهرية تنتهي في الأنسجة البشرية.
أظهرت الدراسات السابقة أن الجزيئات المجهرية الدقيقة الناتجة عن تحلل البلاستيك، يمكن أن تنتهي في مجرى الدم البشري وحتى في المشيمة عند الحوامل.
لكن دراسة جديدة أُجريت على الفئران، عُرضت في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، أظهرت أن البلاستيك المُبتلع يمكن أن ينتهي به المطاف في أعضاء الجنين نفسه.
وقال الدكتور كامباجنولو، الذي لم يشارك في الدراسة: "هناك مؤشرات على أن الأجنة على الأرجح هدف لجزيئات البلاستيك، من خلال مشيمة الأم".
في دراسة حديثة: الأجنة تتذوق وتتفاعل مع الأطعمة التي تأكلها الأم#اليوم pic.twitter.com/DlsXGDBDYA— صحيفة اليوم (@alyaum) October 9, 2022
تغلغل الجزيئات البلاستيكية في الأعضاء
في هذه الدراسة، أطعم الباحثون هذه المواد البلاستيكية النانوية لـ5 فئران حوامل، ومن خلال التصوير، وجدوا أن الجزيئات البلاستيكية تتغلغل في المشيمة، وكذلك الكبد والكلى والقلوب والرئتين والأدمغة لدى الأجنة.
قال مؤلفو الدراسة إن هذا يدل على أن هذه المواد البلاستيكية يمكن أن تخترق الحاجز المعوي للثدييات الحوامل، والحاجز بين الأم والجنين في المشيمة وجميع أنسجة الجنين، وفقًا لموقع صحيفة ديلي ميل البريطانية.
والمشيمة عبارة عن عضو مؤقت ينمو في الرحم أثناء الحمل، لها دور مهم في تمرير الأكسجين والمواد الغذائية من دم الأم إلى الطفل عبر الحبل السري.
واقترح بحث سابق أن جزيئات البلاستيك التي تخترق الأنسجة البشرية يمكن أن تؤثر على إنتاج هرمونات معينة وبالتالي قد تضعف العمليات البيولوجية.
#دراسة: البلاستيك بالمحيطات ستعادل وزن 3 ملايين حوت أزرق في 2040 https://t.co/fJujW0mDhB pic.twitter.com/aoitfX9Wof— صحيفة اليوم (@alyaum) July 23, 2020
مواد كيميائية بسبب الجزيئات البلاستيكية
وجد بحث سابق أن جزيئات البلاستيك يمكن أن تصبح ناقلًا لمواد كيميائية أخرى، وتحملها بشكل فعال إلى الرحم، قد يعرض هذا الجنين لمجموعة من الملوثات الخطرة، بما في ذلك مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور.
وتعد هذه المركبات مجموعة من المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان والتي كانت تستخدم على نطاق واسع في العمليات الصناعية، ولا تزال تلوث البيئة حتى بعد حظرها في أوروبا في الثمانينيات.
وثبت علميًا أن مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور تسبب السرطان في الحيوانات، وفقًا لموقع يورونيوز.
#بريطانيا تعلن حظر أدوات المائدة البلاستيكية.. اعرف أنواعها والسبب https://t.co/X7GKgjr6il #اليوم pic.twitter.com/TN13brzKNx— صحيفة اليوم (@alyaum) January 14, 2023
كيف يمكن تقليل مخاطر الجزيئات البلاستيكية؟
يقول الخبراء إن الأبحاث حول تأثير الجزيئات البلاستيكية على صحة الإنسان ما زالت في مهدها، ورغم ذلك يخشى العلماء أن هذه الجزيئات يمكنها أن تؤدي إلى الولادة المبكرة وانخفاض أوزان المواليد وظروف صحية مدى الحياة لحديثي الولادة في بعض الحالات، عند زيادة نسبة اللدائن البلاستيكية في جسم الحوامل والأجنة.
توجد اللدائن الدقيقة في كل مكان، من قاع المحيط وحتى أعلى سطح في الكوكب، لذلك من المستحيل تجنبها تمامًا، خاصة أنها لا تتحلل، ولكنها تتفتت بفعل التعرض للشمس والعوامل الجوية.
يمكن القيام ببعض الاحتياطات للحد من التعرض لها لدرجة تؤثر على الصحة، خاصة لدى الحوامل والأجنة، مثل: ارتداء المزيد من الملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية، وعدم استخدام البلاستيك بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق بالطعام والشراب.
البلاستيك يحاصر المائدة البشرية.. كيف يتسرب لأطباقنا اليومية؟ https://t.co/lZGgaUwqO7 #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 10, 2023