أكد موقع "آسيا تايمز"، تزايد فرص الرهان على أن حرب الاستنزاف ستؤدي إلى تسوية تفاوضية في أوكرانيا.
وبحسب مقال للكاتب براندون ويشيرت، ما لم تخسر موسكو بشكل كبير قريبًا، فإن التفوق العددي للروس على الأوكران سيضمن تحقيق النصر الذي كانوا ينتظرونه.
بداية النهاية
أضاف الكاتب، أنه من المحتمل أن تحدث بداية النهاية الآن في باخموت التي تقع في أقصى شرق أوكرانيا، الأقرب إلى الحدود الروسية.
وأردف: "أمضت القوات الروسية شهورا في تطويقها. في بداية فبراير، في المقابل أصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن جيشه سيقاتل حتى النهاية المريرة فيها".
وتابع: "مع ذلك، تنتشر الآن تقارير تفيد بتوتر المدافعين الأوكرانيين بشكل متزايد، إذ قال مسؤولو وزارة الدفاع الأوكرانية مرارًا وتكرارًا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إنهم سيسحبون القوات من باخموت إذا كانوا يعتقدون أن الوضع أصبح يتعذر الدفاع عنه".
مصير نهر دنيبر
أوضح براندون ويشيرت، أنه على ما يبدو أن خطة روسيا لاستنزاف الأوكرانيين في باخموت ناجحة، لذلك تسحب أوكرانيا بالضرورة قواتها من المدينة المحاصرة، التي جرى تسويتها بالأرض بعد شهور من القتال هناك.
ولفت إلى أن المدينة وحدها غير مهمة لأي من الجانبين، مضيفا: "المهم هناك قرية تقع على الطريق المؤدي إلى نهر دنيبر، قلب التجارة والنقل النابض، وهو شريان رئيسي لأوكرانيا".
واستطرد: "مع دفع الأوكرانيين الضعفاء بعيدًا عن الشرق، فإن القلق الحقيقي في الغرب يجب أن يكون على مصير نهر دنيبر".
خطر الانتقام النووي
بيّن الكاتب، أن استراتيجية الاستنزاف التي ينتهجها الروس تعمل على التمسك بالأجزاء الشرقية الناطقة بالروسية من أوكرانيا، وكذلك شبه جزيرة القرم في الجنوب.
ونوه بأن إخراج القوات الأوكرانية من باخموت؛ سيسمح لروسيا بالتسابق نحو نهر الدنيبر وعزل المنطقة عن باقي أوكرانيا، كما أن السيطرة الروسية على نهر دنيبر ستمنع الأوكرانيين من شن هجوم غير حكيم على شبه جزيرة القرم.
وأضاف: "حتى لو حدثت معجزة في تلك المعركة المحتملة لشبه جزيرة القرم وحققت القوات الأوكرانية تقدمًا كبيرًا؛ فإن خطر الانتقام النووي من روسيا سيكون في أعلى مستوياته على الإطلاق".
حرب عالمية ثالثة
ذكر ويشيرت، أن الحرب تدخل مرحلتها الحرجة التالية، مشيرا إلى أنها فترة يجب على الغرب فيها إعادة تقييم التزامه بجدية، لأن الروس لن يستسلموا أو يتخلوا عن مهمتهم في سحق الدولة الأوكرانية.
وختم بالقول، بخلاف ذلك، فإننا نحدق حقًا في حرب عالمية ثالثة ستشمل أسلحة نووية؛ وهي حرب لن تتمكن الولايات المتحدة من الفوز بها دون تدمير نفسها أولًا، تمامًا كما فعلت القوى الأوروبية العظمى في الحرب العالمية الأولى.
