أكد مختصون لـ"اليوم" أن عدد المرضى المصابون بمرض الفشل الكلوي المزمن أكثر من 28 ألف مريض على الغسيل الدموي والبريتوني، مشيرين إلى أن عدد المرضى المصابون بالمرض في المرحلة الثالثة بلغ ما يقارب 5% من سكان المملكة.
وأوضحوا أن عدد المصابين في العالم وصل إلى 850 مليون مريض، لافتين إلى أن أهم أسباب الإصابة بالمرض يعود إلى مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، والأمراض الوراثية والمناعية وحصوات الكلى، والتهابات البول المزمنة وخاصة عن الأطفال، والإفراط في تناول مسكنات الألم والأدوية الشعبية، وكذلك السمنة المفرطة والتدخين.
المصابون بمرض الفشل الكلوي
قال أستاذ أمراض الباطنية والكلى في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل ورئيس قسم الكلى د. عبد الله خلف الهويش: "الكلى هو عضو هام وفعال في جسم الإنسان ومرتبط ارتباط وطيد مع الأعضاء الأخرى وخاصة القلب".
وذكر أن أكثر من 25% من كمية الدم الخارج من القلب يذهب للكلى لتقوم بوظائفها ومنها تصفية الجسم من الشوائب والسموم والسوائل الزائدة عن حاجة الجسم، التحكم بحموضة الدم والأملاح خاصة الصوديوم والبوتاسيوم التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بضغط الدم وكذلك المحافظة على الكالسيوم والفوسفور مما يساهم على المحافظة على صلابة ومتانة العظام.
ولفت إلى أنه بلغت تكلفة علاج أمراض الكلى المزمنة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكثر من 48 بليون دولار سنويا وفي الصين تتكلف 558 بليون دولار سنويًا، وفي المملكة العربية السعودية تبلغ تكلفة المريض الواحد على الغسيل الدموي من 180 ألف إلى 200 ألف ريال سنويا، ومن هنا تكمن أهمية توعية وتثقيف الفرد والمجتمع تجاه أسباب أمراض الكلى وطرق الوقاية والعلاج منها.
وأشار إلى أن الجمعية العالمية لأمراض الكلى عزمت على إقامة اليوم العالمي للكلى بتاريخ 9 مارس سنويًا، لتوعية الفرد والمجتمع على أهمية أمراض الكلى بخصوص أعراض المرض وأسبابه وطرق الوقاية والعلاج منها.
أكمل: بلغت نسبة الإصابة بأمراض الكلى أكثر من 850 مليون مريض عالميًا، وبلغ عدد المرضى المصابون بمرض الفشل الكلوي بالمرحلة الثالثة ما يقارب 5% من سكان المملكة العربية السعودية، وكذلك بلغ عدد مرضى الفشل الكلوي المزمن إلى أكثر من 28 ألف مريض على الغسيل الدموي والبريتوني.
بين "الهويش" أن من أهم أسباب الفشل الكلوي: مرض السكري حيث بلغت نسبة الإصابة بمرض السكري عالميًا أكثر من ٤٤١ مليون مصاب، وفي المملكة العربية السعودية ما يقارب 30% من سكانها، وكذلك ارتفاع ضغط الدم، والأمراض الوراثية والمناعية، حصوات الكلى، التهابات البول المزمنة وخاصة عند الأطفال، الإفراط في تناول المسكنات والأدوية الشعبية.
كذلك من بين الأسباب السمنة المفرطة والتدخين، مبينًا أن عادة مريض الكلى في المراحل الأولى لا يشعر بأي أعراض حتى يتم فقدان أكثر من 70% من وظائف الكلى، فيبدأ المريض الشعور بأعراضها وهي الإعياء الشديد، دوخة، خفقان، دم وزلال بالبول أحيانا، انتفاخ القدمين، الارتفاع المفرط بضغط الدم، حكة، شد عضلي.
وقال: لذلك ننصح المرضى الذين هم عرضة للإصابة بأمراض الكلى، إلى عمل فحوصات دورية على الأقل مرة سنويًا كالمرضى الذين يعانون من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، الذين لديهم أمراض وراثية أو مناعية أو التهابات بول متكررة، السمنة المفرطة، المدخنين والذين يتجاوز عمرهم 50 عام.
وناشد الفرد والمجتمع المحافظة على الصحة العامة والوقاية من أمراض الكلى باتباع الآتي: الإكثار من شرب المياه وممارسة الرياضة على الأقل 150 دقيقة أسبوعيًا، المحافظة على الوزن الطبيعي، تجنب التدخين، المحافظة على نسبة السكر وضغط الدم بالمعدل الطبيعي، الأكل الصحي مما يشمل التقليل من الأملاح والابتعاد عن اللحوم الحمراء.
مراحل اعتلال الكلى
من جهتها، قالت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبد الرحمن، د. عائشة العصيل: "مرضى القصور الكلوي الحاد تكون حالتهم الصحية حرجة، وهم ممنوعين من الصيام إلى أن تتحسن حالة الكلى وتعود إلى وضعها الطبيعي".
وأضافت: "أما مرضى الكلى المزمن فتختلف مراحل اعتلال الكلى لديهم، وينصح المصابين بمرض الكلى من الدرجة الثالثة فما فوق بعدم الصيام، وذلك لأن الكلى في هذه المرحلة تكون غير قادرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم، مما قد يتسبب في قصور حاد في وظائفها، وقد يؤدي ذلك إلى تلف الكلى بشكل كبير".
وذكرت: "كما أن الصيام لمدة طويلة ينقص سوائل الجسم بصورة كبيرة، ويجب على المرضى الرجوع للطبيب المعالج لمعرفة مدى إصابة الكلى وتأثير الصيام عليها، أما مرضى الغسيل الدموي فهم يقومون بغسيل الدم ثلاثة أيام في الأسبوع، وبالتالي فيمكنهم الصيام في باقي أيام الأسبوع".
ولفتت: "يصاحب عملية الغسيل إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام وبالنسبة لمرضى الغسيل الدموي في حالة صيامهم يجب عليهم الحذر من كمية الماء التي يتناولونها بعد الإفطار بحيث لا تزيد عن لتر واحد يومياً حتى لا تتجمع المياه داخل الجسم على القلب والرئتين، ولكن مرضى الغسيل البريتوني فمن الممكن أن يتناولوا لترين من الماء يوميًا على حسب كمية السوائل التي تخرج مع المحلول المستخدم في عملية الغسيل".
وختمت قائلة: "أما عن مرضى الغسيل البريتوني (غسيل البطن) التي يقوم بها المريض بنفسه في المنزل فلا يمكنهم الصيام لوجود مواد مغذية بسوائل الغسيل، وينصح مرضى زراعة الكلى بعدم الصوم، بسبب تأثر الكلى المزروعة بقلة السوائل ولأنه يتعين عليهم أخذ الأدوية بصورة منتظمة وفي أوقات محددة، وكذلك فإن أكثر مرضى الزراعة مصابون بمرض السكري، وهذا يزيد من خطورة الصيام على المريض، لذا يجب عليه استشارة طبيبه المعالج بصورة مستمرة".
