الناس هنا..
لا يعرفون شكل الأشعار
ولا همس الشعراء..
فأوجس منهم خوفا
من كل جديد يعبق كالعطر
ومن كل قديم..
فالتزم الصمت..
.....
ومرَّت بعض الأيام العصيبة
على مَن في القرية..
أطفال يتضورون جوعًا
والسحب الملأى بالماء انقطعت
جفت أرض القرية..
والتحف الناس سرابًا
حينئذ قال كبير القوم:
هلمُّوا هاتوا شاعركم
فلعل الحكمة تظهر..
من أفواه الشعراء..
فجيء به..
كان الوقت يمر بطيئًا
والحقد يعشعش في القرية
صمت قليلًا..
والطير يغرِّد..
في الطرقات الموبوءة بالوهم
وبالموت..
وبالظن..
وبالأحلام الجوفاء..
وقال إن طريق الصبر طويل
والليل طويل..
هيا نهرب من هذا العالم
بعض الوقت..
فإن العقل الموؤود هنا
لن يستيقظ ثانية..
فانبهر رجال القرية
وتواروا مثل الظل عن الشاعر