أكد السفير سامح شكري وزير الخارجية المصرية، أنه بعد بناء وتشغيل سد النهضة، على إثيوبيا أن تراعي مصلحتي دولتي المصب بألا يكون هناك أي ضرر بالغ أو جسيم عليهما.
وأوضح أنه "إذا لم يتم ذلك سوف تدافع الدولة المصرية عن مصالح شعبها، وتتخذ من الإجراءات ما يقود إلى ذلك، ولكن دائمًا ما نسعى للتوافق والتفاهم ونسعى إلى العمل".
وأوضح خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكيني الدكتور ألفريد موتوا، بثته "القاهرة الإخبارية" المصرية، أن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان على مدى العقد الماضي بشأن سد إثيوبيا لم تؤت بثمار.
وقال وزير الخارجية المصري، أن مصر دائمًا تسعى لاتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، بما يضمن التنمية لإثيوبيا وألا يقع أي ضرر جسيم على أي من دولتي المصب.
وتابع أن هناك مفاوضات طويلة ورؤى حول كيفية إدارة هذا الملف، متسقة مع قواعد القانون الدولي، وتجارب الدول الأخرى، وتم الاعتماد على مساعدة أطراف عديدة منها الولايات المتحدة والإطار الإفريقي وقمم ورؤساء الاتحاد الإفريقي.
مستمرون في السعي للتوصل إلى اتفاق بشرط
"شكري" أوضح أن مصر انخرطت في مفاوضات برعاية إفريقية لم تؤت بثمارها ومع استمرار بناء السد والإقدام على الملء الأحادي الرابع أصبح هناك ضرورة أن تتحلى إثيوبيا بالمسؤولية في كل ما تضطلع به من إجراءات للانتهاء من السد.
وأكد: "مستمرون في السعي للتوصل إلى اتفاق إذا كان هناك إرادة سياسية حقيقية".
وأشار إلى أنه على مدى السنوات الماضية وعدم التوصل إلى اتفاق رغم كل الأطروحات الإيجابية والمرونة التي أظهرتها مصر، أصبح هناك شك بأن هناك إرادة سياسية متوفرة وإنما الاستمرار في مفاوضات دون نتيجة، وليس لها طائل.
وتابع: "نتوقع أن يكون هناك رغبة تترجم إلى قرارات محددة توصلنا إلى اتفاق وعلى إثيوبيا أن تراعي مصلحتي دولتي المصب بألا يكون هناك أي ضرر بالغ أو جسيم عليها، وإذا لم يتم ذلك سوف تدافع الدولة المصرية عن مصالح شعبها".
ممارسات إثيوبيا تشكل خطرًا
وبالأمس حذر "شكري" في كلمة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالعاصمة المصرية القاهرة، من تأثير استمرار إثيوبيا في عملية ملء وتشغيل السد "دون اتفاق قانوني ملزم".
وأكد أن استمرار هذه الممارسات يمكن أن يشكل "خطرا كبيرا" على مصر.
وزير الخارجية أكد أن نهر النيل يمثل أهمية وجودية لمصر، موضحًا أن مصر لم تعترض على استخدام نهر النيل للتنمية، ويجب التكامل بين دول إفريقيا لتحقيق التنمية.
السد يهدد مستقبل شعوب المنطقة
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال في أبريل الماضي، إن إصرار بعض الأطراف على إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس ودون مراعاة لأهمية الحفاظ على سلامة واستدامة الموارد المائية بات يهدد مستقبل شعوب المنطقة ويؤثر على أمنها وسلامتها.
خطر وجودي
وترى مصر التي تعتمد على نهر النيل في الحصول على 97 في المئة من احتياجاتها من المياه لأغراض الري والشرب، السد الإثيوبي باعتباره خطرًا وجوديًا عليها، بسبب حصتها من مياه النيل التي تعتمد عليها كليًا تقريبًا.
أيضا السودان دولة المصب الأخرى قلقة إزاء السلامة الإنشائية للسد وأثره على السدود ومحطات المياه السودانية.
ومنذ أن بدأت إثيوبيا العمل في إنشاء سد النهضة في عام 2011، تسعى مصر والسودان التوصل إلى التوقيع على اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد الكبير المقام على نهر النيل الأزرق مع إثيوبيا.
غير إن إثيوبيا ترى أن تشغيل السد بكامل طاقته يوفر لها توليد الكهرباء لنحو 65 مليون إثيوبي، وتعترض مصر والسودان على ملء الخزان المائي من دون التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث منذ بدأت المفاوضات ولكن لم تؤت بثمار.