مهما توهمت أنني قوية بمفردي.. مهما تقدم بي العمر وغادروا مرحلة الطفولة والمراهقة. مهما تكرر على مسامعي بأن رحيلهم عني قدر لا مناص منه. ولكنني أحبهم. أحب قربهم.
إن أبنائي هم من جعلني أضحك. أفرح. أحزن. أبكي وأقلق. هم من غمرني بالعناق والامتنان. وشاهدني بضعفي وقوتي، بأملي ويأسي.. هم من كان السبب وراء ثباتي في الأزمات. فمن أجلهم أعمل ولأجلهم أدخر. وأخطط. لقد صار مستقبلي تحقيق أحلامهم واستجابة لرغباتهم.. هؤلاء هم جوهر حياتي. في كثير من الأحيان يستفزون أعصابي. ويجلبون لي الرياح العاتية التي لا ينغلق لها بابي، فأصبر إلى أن تهدأ الريح وأغلق الباب بإحكام، ولكنهم بالنهاية أكبر نعمة من الله.
غدوت بفضل الله ثم بوجودهم. شجرة مثمرة تتباهى بطعم كل فاكهة ولونها. صرت بفضل ربّي أمًا. تعمل بصمت.. وتعطي بسعادة، أبنائي هم خيرة أصدقائي.
اللهم احفظهم لي وبارك لي فيهم واجعلهم قرة عيني... وأذقني برهم في حياتي وبعد مماتي، آمين يا رب العالمين.
رسالة تداولها الكثير في التواصل الاجتماعي، لا يُعلم مصدرها، ولكن مضمونها أثره عظيم في النفوس، أكدت هذه الرسالة تضحيات الأم لأبنائها، تلك التضحيات التي تقدمها بكرم وحب غير مشروط.
تعطي أبناءها عمرها وشبابها وصحتها وحقوقها، دون الالتفات إلى ما تحتاجه هي!!
أوصى الله بها في كتابه الكريم «ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير).
وفي الحديث: «الجنة تحت أقدام الأمهات».. عليك أفضل الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله.
حنان الأمومة، نعمة من نعم الله تعالى، سلوك غريزي يتدفق دون توقف.
ومن أمثلة حنان الأمومة على الحيوانات بكافة سلالاتها، أذكر بعضًا منها فمثلًا: نلاحظ أن أمهات الحيوانات ترضع أطفال حيوانات أخرى، فقد حدث أن أرضعت كلبة - أكرمكم الله - أطفال قطة، لأن غريزة الأمومة هي المحرك.
أنثى أسماك البلطي تبيض حوالي 300 بيضة، وبعد أن يفقس البيض وتخرج اليرقات تتجمع كلها حول الأم وتنتقل بها في المراعي البحرية، وفي حالة وجود عدو مثل أسماك البيرونا المفترسة تفتح الأم فمها فتدخل جميع اليرقات فيه، وتقفل فمها دون أن تأكلها، وبعد أن تتأكد من زوال الخطر تفتح فمها وتعيد اليرقات إلى الماء.
والزرافة التي ولدت وظلت طوال اليوم تتحرك بتحرك الشمس بحثا عن الظل لتحمي مولودها.
وفي قصة الغزالة التي أنقذت صغيرها من هجوم تمساح، ووضعت نفسها مكانه فالتهمها التمساح.
غلبت غريزة الأمومة غريزة الافتراس، لبوة - أنثى الأسد تعيد ابن العجل لأمه، ظهر ذلك في فيديو انتشر.
عمومًا.. مهما فعلت الأم وقدمت لأبنائها في قرارة نفسها تشعر بأنها لم تقم بالواجب، وستبقى دومًا بحاجة لأبنائها.