يشكل الاهتمام والمحافظة على طابع البناء التقليدي أهمية قصوى لترسيخ ذلك النمط من البناء، الذي كاد يندثر مع التطور والتغير الذي يلف كافة مناحي الحياة، لدينا في المملكة مناطق مختلفة وأشكال متباينة من أنماط البناء والمباني تحكي الطابع الثقافي لكل منطقة، ولذلك نجد أنواعا متباينة منها البناء بالطين أو الحجر أو الأخشاب وغيرها من خيارات متوافرة في ذلك الوقت تؤكد أننا نمتلك تنوعا ثقافيا جميلا ومتعددا في البناء والمباني. ذلك التنوع كاد يختفي خلال الفترة الماضية، بسبب سطوة البناء الحديث بالبلك والحديد الذي أخفى جماليات ذلك البناء القديم.
ولا أخفي سرا أن الجيل الحديث ربما كاد يجهل أنواع المنازل بالطريقة القديمة التي لا يشاهدها إلا من خلال بقايا بعض الأطلال أو من خلال البرامج الثقافية التي تسلط الضوء على ذلك الإرث الثقافي.
خلال العشر السنوات الماضية بدأ الاهتمام بتلك المباني التراثية، وإعادة ترميمها على شكلها القديم، من خلال إعادة بناء عدد من المنازل والبيوت في بعض مدن المملكة لتصبح مركزا ثقافيا حيا يحافظ على ذلك النمط من البناء القديم، ومن أمثلة ذلك (اوشيقر، الخرج، بعض قرى سدير، السوق القديم في جدة وغيرها)، ذلك الاهتمام تحول أيضا إلى مصدر للجذب السياحي، نظرا لرغبة الناس في مشاهدة تلك الأنماط القديمة التي تحكي حياة آبائنا وأجدادنا وطريقة عيشهم في الأزمان الماضية.
اقترح على وزارة البلديات من أجل الحفاظ على تلك الأشكال من المباني بطابعها التراثي القديم، أن يتم إلزام البنوك عند بناء مقراتها الرئيسية في كافة مناطق المملكة أن تكون حسب شكل البناء القديم المتداول في المنطقة، وكذلك شركات العلامات التجارية سواء في مقراتهم أو معارضهم، أن يتم البناء حسب الطابع العمراني لكل منطقة لنحافظ بشكل كبير على هويتنا العمرانية التي تميزنا عن غيرنا وكذلك من أجل ترسيخ تلك الهوية في ذاكرة أجيالنا؛ حتى لا تندثر مع مرور الزمن.
مع توافد السياح لدينا، وبالذات خلال السنوات الأخيرة، ربما من الأهمية أن يتم التأكيد على الهوية العمرانية المحلية ليشاهدها الجميع، وما تحتويه من جماليات، ويطلع على إرثنا الثقافي من الناحية العمرانية.