حذر بيئيون من خطر صيد وبيع الطيور، التي ليست لها فائدة عند تربيتها، وهذا يشكل خطرًا على التوازن البيئي، إذ يقوم بعض الهواة بصيدها والتربص بها ثم بيعها في أسواق الطيور الشعبية من أجل كسب المال، وهذا يؤثر سلبًا على حياتها وعلى عطائها في البيئة.
وذكر الباحث في الحياة الفطرية محمد اليوسفي أن محلات بيع طيور الزينة من الثغرات، التي تتسرّب منها طيور تُجلب من غير بيئتنا المحلية، فتباع ثم تُطلق في الطبيعة لأسباب عدة، ويكون ذلك بحسن نية، ثم تبدأ بالتزاوج والتفريخ حتى يتكاثر بعضها بتزايد لافت.
ويصبح انتشارها خارج السيطرة فتتحول إلى ما يُعرف بالطيور الغازية، وهذا مصطلح يقصد به الطيور المدخلة من بيئة خارجية، وتتسرب إلى بيئة ليست في نطاق انتشارها الطبيعي وتتكاثر وتتزايد ما يجعلها تضر أو تخل بالبيئة الجديدة التي غزتها.
أضرار الطيور الغازية
أما أضرار الطيور الغازية فمتعددة مثل احتلال موائل طيور البيئة المحلية وطردها من أماكنها، وبالتالي تغيب الفوائد التي كانت تؤديها الطيور المحلية في بيئتها ومواطنها ، وبعض أنواع الطيور الغازية تكون وسيطًا لنقل الأمراض، وتهاجم طوائف النحل فتضر المناحل كنشاط اقتصادي.
ومن أبرز الطيور الغازية طائر الماينا الشائع، الذي جُلب من دول آسيوية، وانتشر خلال السنين الأخيرة في مناطق واسعة من المملكة داخل المدن والتجمعات السكانية والضواحي والبيئات الزراعية.
ويوجد أيضًا البلبل أبيض الخد، الذي بدأت أصوات المزارعين تتردد بالشكوى من كثرته وتزايده وتأثيره السلبي على المحاصيل الزراعية.
ونوه اليوسفي بأنه لا بد من أن تضبط الجهات المعنية؛ وبخاصة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وتقنن ممارسات محلات طيور الزينة، وأن تُفعّل في ذلك اللوائح التنفيذية المتعلقة بهذا النشاط.
توازن بيئي
استنكر أيضًا المختص في الشؤون البيئية الوليد الناجم قيام بعض الأشخاص ببيع طيور في الأساس لا تصلح للتربية، وذلك من خلال جولة في الأسواق الشعبية بالمنطقة الشرقية منوهًا بملاحظته ببيع طيور تساهم في التوازن البيئي مثل طائر الدوري و طائر البوم.
وتعتبر هذه الطيور لا تغرد وليس لها أي فائدة عند تربيتها، ولها دور كبير في مكافحة القوارض والأفاعي والحشرات، وأصبحت ضرورة مراقبة متاجر البيع الإلكترونية ضرورية إذ كثير مَن يعرض مثل طائر البوم الذي تراوح سعره 800 ريال.
ولفت إلى أن هذه الحيوانات الفطرية يجب أن يمنع بيعها مثلها مثل الضب والغزال، إذ صدرت لائحة تنفيذية لصيد الكائنات الفطرية بمخالفة 3000 ريال لصيد الضب على سبيل المثال، ومن المعروف أن استئناس الطيور من أجل التغريد أو الاستفادة مثل الإكثار منها من أجل البيع.
الخوف من بيع قردة "البابون"
من المخاوف أيضًا أن هذه الأسواق من الممكن أن يبيع فيها البعض القردة، إذ تنتقل لدينا قردة "البابون"، التي أصبحت مشكلة بيئية في المنطقة الجنوبية بسبب هجومها على الإنسان وما تسببه من أضرار بالمزارع، و ما حدث في مدينة الرياض، فانتشارها يكون لعدة أسباب منها تبنيها وهي صغيرة وعندما تكبر يتخلى عنها، وهنا تبدأ تتكاثر.
وأضاف أن من السلوكيات الخاطئة، التي تستخدم أثناء تدريب الصقر على صيد طائر الحبارى الاستعانة بطائر النورس بوضع شريط لاصق على المنقار لمنع الهجوم أو جرح الصقر وبعدها إطلاق النورس والصقر للهجوم وافتراسه، وفي حال لم يصطد النورس من قبل الصقر يذهب بعيدًا وشريط اللاصق على المنقار لينتظر ساعات الجوع ثم الموت.
ويعد طائر النورس من الطيور الساحلية، وله تأثير بالتوازن البيئي ويتغذى على الأسماك والمحار، كما يعرف بأنه يكنس الشواطئ بالتخلص من بقايا الأطعمة الموجودة على السواحل بعد المتنزهين.
سوق للطيور
ذكر أحد هواة الطيور عبد الله الحمد أهمية النظر في إنشاء سوق خاص بالطيور يكون تحت الرقابة البيئية، وهذا يحد من البيع العشوائي للطيور، التي تدعم البيئة، ويكون تجمعًا للهواة ويستعرض فيه الطيور وبيعها وفق النظام، الذي يكفل للطائر حياته الطبيعية التي جُبل عليها والتي تتناسب وفطرته.
عدد من الفعاليات لتعزيز الشراكات ورفع الوعي بأهمية الحياة الفطرية نظمها المركز في عدة مواقع بمناسبة #اليوم_العالمي_للحياة_الفطرية#WWD2023 #WorldWildlifeDay pic.twitter.com/DagdNf68Q0— المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) March 9, 2023