أكدت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية أن الوضع الأمني المتدهور في ليبيا يحول دون إيجاد حل لمشكلة الهجرة إلى أوروبا.
وبحسب مقال لـ"فيدريكا سيني فاسانوتي"، فإن الهجرة، خاصة من إفريقيا، تزايدت خلال العقد الماضي، لكن القيادة الأوروبية لم تولها اهتمامًا.
صعوبة التخطيط المشترك
ومضت تقول، كانت إيطاليا، التي حاولت لسنوات وقف التدفق المتزايد للمهاجرين، في مقدمة دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى كاليونان وإسبانيا ومالطا وقبرص، التي تحاول إيجاد حل للمشكلة.
وأردفت: من المؤكد أن التخطيط لـ سياسة الهجرة المشتركة بين الدول الأوروبية أمر صعب، لكن من المرجح أن تزداد ظاهرة الهجرة غير الشرعية أضعافًا مضاعفة في السنوات القادمة.
نقطة انطلاق
ونبهت إلى أن ليبيا هي نقطة انطلاق لآلاف المهاجرين، وحكومتها الضعيفة ليست على مستوى التحدي، ما يمثل عقبة يجب على الاتحاد الأوروبي التعامل معها قريبًا.
وأضافت: مما يثير القلق بشكل خاص الهجرة غير النظامية، التي تحدث خارج قوانين البلدان المرسلة أو المستقبلة.
وتابعت: جرى تسجيل ما يقرب من 680 ألف مهاجر من أكثر من 41 جنسية في ليبيا في الفترة من يوليو إلى أغسطس 2022، معظمهم من النيجر ومصر والسودان وتشاد ونيجيريا.
تصحر حزام الساحل
ومضت تقول، في مواجهة تصحر حزام الساحل، من المرجح أن تتكثف تدفقات الهجرة من ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط، مما يؤثر على الدول الساحلية مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان وقبرص ومالطا.
وأضافت: عانت هذه البلدان بشدة في السنوات الأخيرة بسبب السياسات الأوروبية التي لا تتماشى الآن مع العصر، مثل معايير "اتفاقية دبلن"، وهي معاهدة دولية وقعت في عام 1990.
قيمة استراتيجية
وأشارت إلى أن الأمور ساءت بعد سقوط معمر القذافي ونظامه، مما تسبب في فقدان السيطرة على تدفقات الهجرة من ليبيا، مما أثر على إيطاليا أولاً وقبل الجميع.
وأردفت: بالنسبة لإيطاليا، ليبيا ليست فقط أهم نقطة انطلاق للمهاجرين الذين يسافرون إلى شواطئها، ولكنها أيضًا ذات قيمة استراتيجية هائلة من حيث الطاقة.
استجابة مشتركة
واستطردت: مع ذلك، لم تكشف رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، كيف ستتعامل حكومتها مع الهجرة من الناحية العملية، وبالمثل، أكد اجتماع المجلس الأوروبي في الفترة من 9 إلى 10 فبراير أن الهجرة تحتاج إلى استجابة مشتركة، ولكن لم يتم عمل الكثير لمساعدة إيطاليا والدول الساحلية الأخرى على التعامل مع هذه الحالة الطارئة.
وخلصت إلى أنه من الصعب تطوير استراتيجية متماسكة طويلة المدى مع حكومات ضعيفة وغير شرعية بل وحتى متداخلة في ليبيا.
