- صباحاتنا لها عناوين كثيرة تكتبها الأحداث حينًا، وتكتبها المشاعر حينًا، على سبيل المثال نقول: صباح بهي الأقدار، صباح مزهر بالأمل، صباح سعيد الأخبار، صباح به أنا أنيق الطلة، صباح الصحة والعافية، صباحنا مولود جديد، صباحنا رزق وفير، صباحي مسرات أبهجت الوريد وصباحنا خير.
- كل صباح يحمل توقيعه الخاص، قد نغفل عن تسميته في أوائل الصباح ونبصمه بصفته في المساء، وسأقترح عليك أن تسمّي صباحاتك مبكرًا بما تريد، وسأرشدك إلى منهج ذلك بوصف يسير، عندما تستيقظ اكتب على صفحة التقويم مسمى لصباحك، سواء كنت تستخدم التقويم الورقي أو تطبيقًا في هاتفك، مع الأيام ستجدها عادة جميلة تضفي على ملامح أيامك تفاصيل كثيرة، وفي آخر العام قلّبها وستتعلم عن نفسك شيئًا جديدًا.
- الصباحات إذا جمعتها وجدتها مفتاحًا للحياة، والحياة موقف جميل يجب أن تتأمل وجودك فيه، ولا تأخذه على أنه أمر مسلَّم به، فتظن أنك مخلد فيها، ولتفهم أن كل يوم تعيشه وينبض قلبك في لحظاته هو نعمة تستوجب حمدًا كثيرًا، ولتتوقف لبرهة عن قراءة النص، وتلتفت لعدد الغائبين عنها، وستتفاجأ بالكم، وستفهم قاعدة الاستثناء التي جعلك الله فيها مستثنى لحين (هل حصرت عددهم؟)، رحم الله أموات المسلمين.
- لنستأنف المقال أولًا بكتابتنا سويًّا عنوانًا للصباح، ولنسمِّه «صباح الحمد»، وفيه سنعبّر للحياة عن امتناننا لليوم الجديد الذي نحياه وسنثمّنه بتقدير مرتفع، وسنبالغ بالتقدير، لن نبخسه بالتسويف، سنحياه وإن كان مر بشعور لذيذ، ولن نرهنه بالأسى لزمن طويل، وسنتعلم أننا يجب أن نختار لصباحات الحياة كل يوم مسمى جميلًا يوازي قيمتها، وسنختاره بعناية، وسنكون كمَن ينتقي اختيار الكلمة الباذخة في التعبير، فيُجيب على كلمة «صباحك خير» بـ «صباحك مشرق الأنوار مبتهج سعيد».
* شروق:
- ما بين شروق وغروب يوم يمضي بعمر ويمنح عمرًا جديدًا
- فإن فاتك تقدير اليوم الذي مضى فبالغ في تقدير اليوم الذي تستقبله وما سيليه.