أكد مسؤول يمني أنهم «أمام امتحان حقيقي للنوايا في مشاورات جنيف»، وقال إن كانت رغبة الحوثي في السلام، فإن ملف الأسرى سيكون هو الاختبار.
وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي، قال، أمس الأربعاء، إن هناك تفاؤلًا وأملًا بحسم ملف الأسرى في المشاورات الجارية بين الحكومة وميليشيا الحوثي في سويسرا.
مفتاح الحل
أوضح المجيدي أن «ملف الأسرى» يُنظر إليه بأنه المدخل الإنساني والمفتاح لحلحلة المزيد من الملفات التي تطمح الحكومة لتحقيقها، وقال: "كذلك يبدو للأمم المتحدة وكثير من الأطراف، أن يتم فصله عن المسارات الأخرى؛ لأنه يتعلق بالمجتمع".
وأضاف: «هناك أُسر وآلام بين هؤلاء المعتقلين، خصوصًا المدنيين والصحفيين والنشطاء والعلماء وأساتذة الجامعات والقادة الذين اعتقلوا من الشوارع ومن مقاعد الدراسة، ومن مقرات الأحزاب والصحف ووسائل الإعلام، وجرى استغلالهم استغلالًا بشعًا، والابتزاز بهم».
وأعرب لوكالة الأنباء الألمانية عن أمل الحكومة في التوصل إلى تسوية بشأن تبادل الأسرى، وأضاف أن هذه المشاورات جاءت بعد أن انعقد آخر اجتماع حول الأسرى بالعاصمة الأردنية عمان في مارس 2022، وجرى فيه التوافق على إطلاق أكثر من 2200 أسير من الطرفين.
حرص الشرعية
شدد الوكيل العدلي اليمني على أن الحكومة الشرعية حريصة على إطلاق سراح كل مواطن، وتعتقد أن هذه مسؤوليتها، متهمًا في الوقت نفسه ميليشيا الحوثي الإرهابية بأنها عمدت خلال الفترة الماضية، على إظهار العديد من العراقيل في الإفراج عن الأسرى.
ورأي أن التفاؤل كبير بحسم ملف الأسرى، خصوصًا إذا تجرد الحوثيون من محاولات تحقيق المكاسب عن طريق خطف مدنيين، كاشفًا عن أنه «جرى تبادل كشوفات للأسرى من الجانبين في هذه المشاورات، لكن الانقلابيين تجنّبوا ذِكر المدنيين المختطفين، والصحفيين والمعتقلين السياسيين، خصوصًا مَن وردت أسماؤهم بقرارات مجلس الأمن الدولي، وجاءت بأخرى لأشخاص قد لا يكونون معروفين بما فيه الكفاية».
امتحان النوايا
مضى المسؤول اليمني قائلًا: «نحن أمام امتحان حقيقي للنوايا في هذه المرحلة، فإن كانت هناك رغبة حوثية في إيجاد مدخل حقيقي لعملية سلمية، فإن ملف الأسرى سيكون هو الاختبار».
وحول إجمالي عدد الأسرى يقول المجيدي: «نتذكر في فترة من الفترات، أن الحكومة كانت قدمت أكثر من 7 آلاف أسير ومعتقل، لكن الإشكالية أن ميليشيات الحوثي تقوم باختطاف العديد من المدنيين، وبالتالي هذه الأعداد تزيد بشكل كبير، ويتفاجأ وفدنا بأسماء جديدة».
وختم بالقول: «ما زال هنالك أمل في الإفراج عن المعتقلين والأسرى، خصوصًا مع قدوم شهر رمضان، إذا ما صدقت النوايا».
جولة دبلوماسية
يأتي هذا في وقت بدأ فيه المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، جولة جديدة في المنطقة لمواصلة الجهود الدبلوماسية الدولية المكثفة والمنسقة مع الأمم المتحدة لإحياء مسار السلام.
ووفقا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية، توجه ليندركينغ، إلى المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان «لمواصلة الجهود المكثفة للبناء على الهدنة الإنسانية، التي توسطت فيها الأمم المتحدة، وجلبت الهدوء لمدة عام تقريبًا إلى اليمن.
ولفت إلى أن الجولة لحشد الدعم الإقليمي والدولي لجهود السلام الجارية، إضافة إلى تشجيع المانحين على زيادة التمويل لمعالجة الأزمة الإنسانية التي وصفها البيان بـ"الأسوأ في العالم".