توقع تقرير حديث، تصدر السعودية لنشاط الاندماج والاستحواذ، خلال العام الجاري 2023، موضحا أن صندوق الثروة السيادي في المملكة يعمل على تسريع وتيرة الاستثمارات، مؤكدا أن المملكة أصبحت واحدة من أكثر الأسواق جذباً للشركات العالمية التي تسعى إلى عمليات اندماج واستحواذ جديدة، وأرجع هذا النجاح إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط الخام، وأهداف رؤية 2030 وزيادة اهتمام الحكومة بتطوير القطاع الخاص.
وأكد التقرير، الذي جاء بعنوان «الاستثنائية الخليجية تخلق فرص اندماج واستحواذ رغم الرياح المعاكسة العالمية»، أن نشاط الإدراج في السعودية اكتسب زخماً كبيراً على خلفية مواصلةأجندتها الاستراتيجية التي تهدف إلى زيادة نشاط سوق المال وجذب الاستثمار الأجنبي.
وأضاف، أن سوق الطروحات العامة الأولية المزدهر في المملكة، شهد طفرة قوية جداً في عمليات الإدراج في عام 2022، حيث وصل عدد عمليات الإدراج الأولي الكبرى إلى 17 عملية، مرجعا الفضل في ازدهار صفقات الطروحات العامة الأولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى قطاعات التقنية والطاقة وتصنيع الأغذية والرعاية الصحية والتعليم، حيث شملت هذه الطروحات الطرح العام الأولي لشركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس بقيمة 1.3 مليار دولار.
وأوضح التقرير، الذي أعدته بي دبليو سي الشرق الأوسط إصدار 2023 ، أن التطورات المهمة الأخرى، جاءت من توسع المملكة في مجال التقنية، والذي يمثل عامل تمكين لقطاعات أخرى، مثل التقنية الصحية، وتقنية التعليم، والاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، والتقنية المالية. وكمثال على ذلك، أظهر التقرير أن تمارا السعودية جمعت 100 مليون دولار في جولة تمويل من السلسلة بقيادة شركة سنابل للاستثمار.
وأضاف: تضع المبادرات المؤثرة المشتركة المملكة في طليعة الأسواق التي تشهد تسارع عجلة عمليات الاندماج والاستحواذ في المنطقة والتي تمثل قاطرة للنمو الاقتصادي العالمي.
ويذكر التقرير، أن نشاط الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهد حالة استثنائية ملحوظة مغايرة لنمط التباطؤ العام في نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ على مستوى العالم؛ إذ نجحت المنطقة في الحفاظ على مسار تصاعدي مثير للإعجاب في عام 2022، في ظل إبرام سلسلة من الصفقات الكبرى التي تزيد قيمتها عن 1 مليار دولار عبر مختلف الصناعات والقطاعات.
وأشار، إلى أن غالبية نشاط الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط في عام 2022 تركزت في السعودية ومصر والإمارات، إذ تم إبرام إجمالي 563 صفقة اندماج واستحواذ في الدول الثلاثة مجتمعة، توازي 89% من إجمالي حجم الصفقات في المنطقة.
وقال عماد مطر، مسؤول الصفقات في بي دبليو سي الشرق الأوسط في السعودية، إن المملكة تتوقع مزيداً من الانتعاش في عمليات الاندماج والاستحواذ خلال عام 2023، على الرغم من وجود مجموعة كبيرة من الطروحات العامة الأولية في الطريق، إذ تتقلص الفجوة الموجودة في مضاعفات التقييم بين هذين المخرجين للمستثمرين الذين يتطلعون إلى بيع أصولهم. وفي الوقت نفسه، سيواصل صندوق الاستثمارات العامة السيادي الدفع باتجاه إبرام صفقات استحواذ عبر الحدود، بالإضافة إلى تعزيز الصفقات المحلية. ويستعد الرؤساء التنفيذيون في الشرق الأوسط استعداداً نشطاً لفترة أكثر ديناميكية في المستقبل، تتميز بالتحول لتعزيز مرونتهم على المدى الطويل.
ويبين التقرير أيضاً أن ظروف السوق الحالية في أوائل العام 2023 تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط قبلة فريدة من نوعها لعمليات الاندماج والاستحواذ، طالما كانت لدى الشركات استراتيجيات متماسكة وموارد مالية مناسبة لعقد صفقات تحدث التحول في السوق. وستحافظ الرؤى الوطنية للمملكة واستراتيجياتها الصناعية ووجهاتها المستدامة ومبادراتها السياحية المتنوعة في جميع أنحاء المملكة على النمو الاقتصادي بعد تنفيذ رؤية 2030 وتدعم فرص الاندماج والاستحواذ المستقبلية.