قال موقع "آسيا تايمز"، إن الولايات المتحدة وحلفاءها يفتقدون للبدائل المناسبة للتعامل مع أفغانستان في ظل حكم طالبان.
وبحسب مقال لـ"م. ك. بهادراكومار"، في 7 مارس اجتمعت القوى الغربية معًا في باريس لعقد اجتماع محدود حول طالبان والوضع في أفغانستان.
اجتماع خاص
أردف يقول: "كان ذلك اجتماعا خاصا للممثلين والمبعوثين الخاصين لأفغانستان في أستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والنرويج وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة".
وتابع: "لم يكن اهتمام فرنسا المفرط باستضافة الاجتماع مفاجأة، حيث تقوم باريس بتوجيه ما يسمى بجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بقيادة أحمد مسعود، الابن الأكبر للزعيم العسكري المناهض للسوفيات أحمد شاه مسعود".
تمرد مدعوم
أضاف: "اضطلع الرئيس إيمانويل ماكرون بدور عملي في جذب الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان؛ كي تكون بلاده ملاذا للجبهة لشن تمرد مسلح ضد حكومة طالبان في كابول بمساعدة الغرب".
وأشار إلى أنه مع بدء الدول الإفريقية استبدال الوحدات الفرنسية بمجموعة فاجنر الروسية، أعلن ماكرون في نوفمبر نهاية "عملية برخان" الشهيرة، وحاول البحث عن فرص للرد على روسيا في ساحتها الخلفية في القوقاز وآسيا الوسطى، لكن ذلك أكبر من قدرته.
وأضاف: "أعرب اجتماع باريس في 7 مارس عن القلق البالغ إزاء التهديد المتزايد من الجماعات الإرهابية في أفغانستان، بما في ذلك داعش خراسان والقاعدة وتحريك طالبان باكستان وغيرها، مما يؤثر بشدة على الأمن والاستقرار داخل البلاد، في المنطقة وخارجها، ودعا طالبان إلى التمسك بالتزامات أفغانستان لحرمان هذه الجماعات من الملاذ الآمن.
عداء طالبان
مضى يقول: "القوى الغربية غاضبة من أن طالبان لم تعد تنحني للخلف سعياً وراء المشاركة، وأثارت رعاية الغرب لاتفاقية الحد من مخاطر الكوارث عداء طالبان، التي ترى أنها تنذر بعودة أمراء الحرب الذين يمولهم الغرب".
واستطرد: "فشلت جبهة المقاومة الأفغانية في الحصول على قوة الدفع اللازمة، وعلى الرغم من دبلوماسية ماكرون الشخصية مع رحمان فإن الأخير لا يمكنه تحمل إزعاج موسكو حيث إن الأولوية القصوى للكرملين هي تحقيق الاستقرار في الوضع الأمني الأفغاني بطريقة ما، الروس والصينيين على استعداد للعمل مع طالبان وجعلهم شركاء في أمن واستقرار بلدهم".
العلاقات بروسيا والصين
تابع: "في الواقع، في نفس اليوم الذي تجمعت فيه القوى الغربية في باريس، أعلنت نيودلهي أنها كانت ترسل شحنة أخرى من 20 ألف طن من القمح إلى أفغانستان عبر طريق تشابهار كمساعدات إنسانية، كما تحدث دميتري جيرنوف، السفير الروسي في كابول، عن تعميق علاقات روسيا مع طالبان، مع التركيز على العلاقات الاقتصادية، ومن المثير للاهتمام، أن السفير كشف أن موسكو قد تقوم بإصلاح وإعادة فتح نفق سالانج الاستراتيجي الضخم، وهو إرث سوفيتي، يربط كابول بشمال أفغانستان وآسيا الوسطى".
استكمل: "كما وقعت الصين مؤخرًا صفقة نفط وغاز بقيمة 540 مليون دولار أمريكي وتوصلت إلى اتفاقية لاستخراج النفط في حوض آمو داريا في شمال أفغانستان، كانت إحدى أولى المكالمات الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الجديد تشين جانغ بعد تعيينه هي الاتصال بنظيره من طالبان في كابول للتأكيد على المخاوف الأمنية في أفغانستان".
خلف الأبواب المغلقة
أضاف: "في اجتماع باريس، خلف الأبواب المغلقة، كان المدخل الأمريكي يتمثل في أن دول آسيا الوسطى لن تدعم مشروع تغيير النظام في أفغانستان، حتى طاجيكستان، التي تربطها صلات عرقية بالسكان الطاجيك في أفغانستان، تخشى الانجراف في حرب أهلية أفغانية، يتخيل ماكرون نفسه ساحرًا بالفطرة، لكن رحمان واقعي متشدد.
وأشار في الختام إلى أن الخطر الحقيقي أنه بعد الفشل في جعل طالبان تنحني وفي بناء حركة مقاومة مناهضة لها أو تحريض دول آسيا الوسطى على الانفصال عن موسكو وبكين، فقد تجد الولايات المتحدة وحلفاؤها بلا خيارات سوى خلق ظروف فوضوية في أفغانستان حيث لا يوجد رابحون.