تحدث المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي بالتفصيل عن مبادرته الرامية إلى الخروج من الأزمة والتوجه إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وقال «إن إعطاء الشعب الليبي فرصة اختيار قادته من خلال صناديق الاقتراع هو بلا شك السبيل نحو السلام والاستقرار والازدهار في البلاد. والانتخابات ضرورية لاستعادة وإعادة بناء المؤسسات العامة الشرعية التي تمثل الشعب الليبي وتخدمه».
تعريض مستقبل ليبيا للخطر
المبعوث الأممي أضاف: إن الترتيبات المؤقتة المتتالية والحكومات الانتقالية المستمرة إلى ما لا نهاية والأجسام التشريعية التي انتهت ولايتها هي سبب عدم الاستقرار الذي يعرض مستقبل هذا البلد للخطر.
واعتبر أن «إطالة أمد هذا الوضع لن يؤدي إلا إلى استمرار الانهيار الاقتصادي والاضطرابات السياسية والاجتماعية، وتفاقم حالة انعدام الأمن، وكل ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض سلامة أراضي ليبيا ووحدة شعبها».
إيجاد مخرج للانسداد السياسي
عبدالله باتيلي مضى بالقول «منذ وصولي إلى ليبيا في أكتوبر من العام الماضي، أجريت مشاورات مكثفة مع مجموعة واسعة من الليبيين»، واستطرد بالقول، وسافرت، إلى عدة مدن وبلدات في شرق ليبيا وجنوبها وغربها ووسطها للاطلاع على الوضع عن كثب والاستماع إلى آراء الليبيين من مختلف الأطياف حول التحديات التي تواجه البلاد وعامة الناس، وكيفية إيجاد مخرج للانسداد السياسي الحالي.
كما أكد تشاوره أيضاً مع شركاء ليبيا الدوليين الرئيسيين في كل من طرابلس وعواصمهم، بما في ذلك في أنقرة وروما وباريس ولندن وبرلين وموسكو وواشنطن.
الاستجابة لنداء الشعب الليبي
قال باتيلي: «لقد نقلت إلى جميع الأطراف الفاعلة الخارجية رسالة واحدة متسقة، وهي أن يتحدثوا بصوت واحد وأن يعملوا وفقاً لذلك لمساعدة الأمم المتحدة على دعم الحوار الليبي - الليبي لإنهاء الانسداد الحالي والاستجابة لنداء الشعب الليبي الذي عبّر من خلاله على نطاق واسع، وفي جميع أنحاء البلاد، عن تطلعاته نحو الانتخابات».
وأضاف أنه خلال مشاورات مكثفة لخمسة أشهر مع القادة الليبيين، شدد على الضرورة الملحة لاستكمال القاعدة الدستورية والمتطلبات القانونية الأخرى للانتخابات.
خارطة طريق واضحة للانتخابات
نبه المبعوث الأممي إلى أنه ليس هناك سبب لمزيد من التأخير في إجراء الانتخابات، من خلال «الأخذ في الاعتبار شهر رمضان المبارك الذي يبدأ خلال أيام، وبحسن نية وتصميم، بالإمكان وضع خارطة طريق واضحة للانتخابات بحلول منتصف شهر يونيو».
وواصل قائلا، «سيضع هذا الالتزام المعلن الجديد مجلسي النواب والأعلى للدولة وقادتهما أمام اختبار، وسيكونون موضع مساءلة عن أقوالهم أمام ليبيا والمجتمع الدولي».
ودعا باتيلي في الختام جميع القادة الليبيين إلى اغتنام هذه الفرصة، والالتزام بهذه الرؤية وتلبية تطلعات شعبهم.
