وسط تلكؤ حوثي ومماطلة، تتواصل مفاوضات الأسرى والمختطفين، بين وفدي الحكومة اليمنية وميليشيا الإرهاب، في «جنيف»، لليوم السادس على التوالي.
وبحسب مصادر مطلعة، لم تحقّق المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة أي اختراق حقيقي، نتيجة تعمّد وفد ميليشيا الحوثي الإرهابية التلكؤ في المفاوضات والمماطلة في تقديم قوائم الأسرى بشكل نهائي لمناقشتها مع وفد الحكومة الشرعية.
تنصل الميليشيا
لفتت المصادر أيضًا إلى تنصّل الجماعة الإرهابية كل حين مما يجري التوصّل إليه من تفاهمات بشأن إطلاق عدد من الأسرى، وزيارة معتقلين آخرين.
وأشارت إلى أن الوضع العام يجري ببطء لكنه إيجابي نسبيًا، وسيجري الكشف عما تصل إليه النتائج من قبل مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، ووفد الصليب الأحمر الدولي.
وقد يشكّل نجاح جولات المشاورات بشأن الأسرى والمعتقلين في جنيف بداية إيجابية نحو التوصل إلى اتفاق تهدئة يبنى عليه اتفاق سلام شامل بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي.
«قتل» السلام
على الرغم من المفاوضات والتحركات الجادة، فإن ميليشيا الحوثي تعاود التصعيد في الجبهات وقتل مسار السلام، في ظل تخوّفات من عودة الصراع.
ولا تزال النقاشات مستمرة بخصوص مقترح لزيارات متبادلة لسجون الأسرى والمحتجزين في مأرب والعاصمة المختطفة صنعاء.
بيد أن الميليشيا تسعى من وراء حضور مفاوضات جنيف -بحسب مصدر موثوق- إلى التوصل لإطلاق نحو 455 من عناصرها الإرهابية الموجودة كـ«أسرى حرب» لدى الحكومة الشرعية في مأرب.
ووفقًا للمصدر، تضم هذه القائمة تحديدًا عناصر قيادية بالجناح العسكري لميليشيا الإرهاب تنتمي لأسرة المدعو عبد الملك الحوثي والمقربين منه.
مصير «قحطان»
وفد الشرعية طلب زيارة محمد قحطان السياسي المختفي في سجون ميليشيا الحوثي، وعدد من المخفيين قسرًا في صنعاء، مقابل السماح للميليشيا بزيارة أسراهم في مأرب.
ورفض وفد الميليشيا المقترح، كما رفض الإفصاح عن مصير «قحطان»، أو إدراج ملف الصحفيين المحكومين بالإعدام ضمن النقاشات الجارية في جولة المفاوضات.
وكان وزير الإعلام والثقافة في اليمن قد وجه رسالة إلى المبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، طالب فيها بتضمين أسماء الصحفيين في المفاوضات بشأن ملف الأسرى والمختطفين.
والصحفيون الأربعة الذين يواجهون حكمًا بالإعدام صدر من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية، على خلفية انتقادهم لسياستها، هم توفيق المنصوري، أكرم الوليدي وحارث حميد وعبد الخالق عمران.
معرض الضحايا
إلى ذلك، ما زال المعرض الذي يصوّر معاناة عائلات المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرًا بسجون الميليشيا في جنيف يتردد صداه.
المعرض أقيم في ساحة الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية ويوضّح عبر الصور جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية ضد أبناء الشعب اليمني.
ويبرز المعرض الذي نظّمته الرابطة الإنسانية للحقوق بالتعاون مع رابطة أمهات المختطفين، الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الحوثية ضد المعتقلين، والمختطفين، والمخفيين قسرًا، والمرأة، وتجنيد الأطفال، وغيرها من الانتهاكات التي طالت أبناء الشعب اليمني التي تتنافى مع جميع القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية، والقوانين الدولية وحقوق الإنسان.