قدّم كوكبة من الخبراء والخبيرات في علم النفس والمجتمع والعلاقات البشرية والسلوك التنظيمي مجموعة من التوصيات للوصول إلى حالة الرضا الكامل في الحياة والعمل، محتفين باليوم العالمي للسعادة مع حصول المملكة على المركز الثاني في قائمة أكثر شعوب العالم سعادة، خلال الحفل الذي نظمته المنصة السعودية في جدة.
ومع انطلاقة جلسات اللقاء، طرح خبير التعليم والتدريب المدرب الصحي الدولي في غذاء العقل والجسد الدكتور خالد ثابت العرابي، سؤالاً عن معنى السعادة؟ قائلا: "سؤال جوهري أرق الباحثون؛ فعليه تتوقف سعادة الإنسان، وبه ترسم الأهداف، وعليه تدور كل صور الحياة، إنه السؤال الذي ما زال يعبث بعقول المفكرين والفلاسفة، ويلهب خيال الشعراء، ويدير دفة التاريخ، وقلَّما اهتدى الإنسان إلى جوابه".
كيمياء السعادة
العرابي أوضح أن السعادة سعادتان؛ سعادة أبدية وأخرى وهمية، الأولى في معرفة الله الحق والانطلاق بها لحسن التعامل مع الكون والإنسان، وتشتمل على السعادة الداخلية التي تسمى "كيمياء السعادة"؛ لأنها تحدث نتيجة تفاعل العقل والجسد والروح، وتشهد تفاعلات فسيولوجية وكيميائية عصبية داخل الجسد والدماغ، وحركة النواقل العصبية (الهرمونات) والتي تؤثر على مستويات السعادة والإحساس بها.
وأكد أن تفاعلات الجسد لتحقيق السعادة عديدة ومعقدة، وتشمل كثير من المواد والنواقل العصبية والهرمونات.
أربعة هرمونات للسعادة
وأضاف: اخترنا منها الأبرز والأكثر تأثيرا، وهي أربعة هرموناتٍ رئيسة، ننتخب أي الهرمونات الأربعة سيفوز بقصب السبق، لينال مسمى هرمون السعادة الأوحد والأبرز بين الهرمونات الأربعة، ونتعرف على الأغذية والممارسات الصحية والغذائية المعززة لذلك الهرمون الرائع والصانع الحقيقي للسعادة.
وقدمت أخصائية علم النفس الإيجابي تمارا قزاز محاضرة بعنوان السعادة الاسرية، تطرقت فيها للحديث عن التطور بين الأجيال، ومن ثم تبحرت في تطبيقات عملية تفاعلية توضح كيفية استخدام علم النفس الإيجابي لاستدامة السعادة الأسرية، وكيفية تحديد النية وفوائد التدوين اليومي.
ثم عرّفت اللطف على أنه فعل موجه عمدًا تجاه شخص آخر، بدافع الرغبة في مساعدته وليس للحصول على مكافأة أو تجنب عقوبة، كما تحدثت عن ممارسة الفكاهة وشاركت الحضور طرق متعددة لخلق جو من الكوميديا.
كيف نصنع السعادة في الحياة العملية؟
وتطرقت اخصائية تطوير الكوادر البشرية خلود المرغلاني إلى "كيف نصنع السعادة في الحياة العملية"، مشيرة أن الفئة المستهدفة هي جميع مناصب الموظفين من حديث التخرج الى التنفيذي، وقالت: الهدف من هذا اللقاء هو التعرف على العناصر الاساسية بطريقة مبسطة لرفع مستوى الجودة والصحة النفسية في بيئة العمل، لما يزيد من التواصل الفعال ثم الانتاجية والربحية.
وشدد المدرب الدولي لتطوير الذات صالح أبكر، على أن لكل شيء حكمه في خلقه وتكوينه، وقائلا: القلب الصغير الذي يأتي بحجم قبضة اليد، مليء بالمشاعر العذبة ولم يوجد عبثاً، فحين ولادتك في لحظاتك الأولى في هذه الحياه أسعدت والديك، ولم تكتف بذلك بل كل شخص في المستشفى وخارجها يراك ينتابه شعور السعادة، وقبل ذلك كل التجهيزات لقدومك كانت على قدمٍ وساق والكل في سعادةٍ وبهجة، إذاً أنت سعادة.. فاستمتع برحلتك في الحياة وعِش حياتك بسعادة.
وأضاف: عندما تبحثُ عن السعادة خارج قلبكَ، فستبقى تبحثُ عنها إلى الأبد، وعندما تبحثُ عنها في قلبكَ، ستجد أنك قد عثرتَ عليها كما يعثرُ المرءُ بضالته، سعادتُكَ تبدأ منكَ أنت وليس من الآخرين.
وتابع: الرضا سعادة، الحب سعادة، والعطاء سعادة، وادخل السرور على قلوب من حولك سعادة، وجبر الخواطر سعادة، والصداقة والصحة والضحكة من القلب سعادة، بإمكانك أن تصنع سعادتك بيدك.
صناعة الابتسامة على وجوه الجميع
اعتبر المدير التنفيذي للمنصة السعودية حامد العطاس أن الهدف الرئيسي للقاء هو صناعة الابتسامة على وجوه الجميع، والتعرف على الطرق الكفيلة بالوصول إلى السعادة.
وقال: لن نكتفي بالتعرف على كيمياء أو وصفة السعادة، بل يرسم الملتقى الطريق نحو السعادة الأسرية، والسعادة الوظيفية، إيماناً منا بأن السعادة هي أفضل وأسهل الطرق للعمل وزيادة الإنتاج وتحقيق أعلى درجات التميز والإبداع والابتكار تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، ومبادرتها التي تعمل على تحسين جودة الحياة وصناعة السعادة.