انطلقت في مدينة بروكسل، أمس الإثنين، أعمال مؤتمر المانحين لدعم متضرري الزلزال في سوريا وتركيا، الذي تنظمه المفوضية الأوروبية بالتعاون مع مملكة السويد، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
ورأس وفد المملكة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، د. عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، بحضور رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي ولدى الجمعية الأوروبية للطاقة الذرية السفيرة هيفاء الجديع.
ونقلَ د. عبد الله الربيعة -في كلمته خلال المؤتمر- تحياتِ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود، وسموِّ وليِّ عهده الأمين -حفظهما الله- وتقديرَهما لجهود حكومة السويد والاتحاد الأوروبي على تنظيم هذا المؤتمر المهم، الذي يطمح من خلاله إلى تضافر جهود المجتمع الدولي في تقديم الدعم اللازم؛ لتمكين المجتمعات المتضررة من الزلزال المدمر الذي أصاب جمهوريتي سوريا وتركيا من التعافي والصمود.
تبعات زلزال سوريا وتركيا وإعادة الإعمار
أشار إلى أن المملكة تُسجِّل إشادتها بصمود الفرق الميدانية، التي تعمل على تخفيف تبعات الزلزال وإعادة الإعمار، وتأسف لما شهدته جمهورية تركيا الأربعاء الماضي من فيضانات فاقمت أوضاع المتضررين من الزلزال.
وقال إن المملكة دأبت عبر تاريخها الحافل على الاستجابة الإنسانية السريعة للكوارث الطبيعية والأزمات وتلبية الاحتياجات الإنسانية؛ وهو ما جعلها في صدارة الدول المقدِّمة للدعم الإنسانيِ خلال السنوات الماضية، بعيداً عن دوافع الدين والعرق والجنس والسياسية، وتجسيدًا لالتزام المملكة الدائم وتضامنها الوثيق مع المجتمعات المتضررة وجَّه خادم الحرمين الشريفين وسموُّ وليِّ عهده الأمين، منذ وقوع الزلزال في سوريا وتركيا بتسيير جسر جوي وإرسال فرق إنقاذ واستجابة وفرق طوارئ طبية وإغاثية برئاسة مركز الملك سلمان للإغاثة، ومشاركة المديرية العامة للدفاعِ المدني وهيئة الهلال الأحمر السعوديين".
حملة شعبية لجمعِ التبرعات
أضاف د. الربيعة أن التوجيه الكريم تضمَّن أيضًا إطلاق حملة شعبية لجمعِ التبرعات من المواطنين؛ حرصًا على مشاركة الشعب السعودي لتخفيف أثر الزلزال على أشقائه من الشعبين السوري والتركي، حيث وصل حجم المبالغِ التي رصدت من الدولة والمواطنين 150 مليون دولار أمريكي، تضمَّنت تسيير 16 طائرة تحمل المواد الإيوائية والغذائية والصحية، بالتزامن مع بدء مركز الملك سلمان للإغاثة العمل على إنشاء 3000 مسكن مؤقت في كل من سوريا وتركيا في مرحلته الأولى، وتنفيذ عدد من المشاريعِ الغذائية والصحية والإيوائية بلغت تكلفتها نحو 73.3 مليون دولار أمريكي بالشراكة مع عدد من المنظمات الأممية والدولية والمحلية، ولا تزال الحملة مستمرة إلى الآن.
دعم الشعبين السوري والتركي
أكد أن المملكة العربية السعودية مستمرة في دعم الشعبين السوري والتركي؛ لتخفيف آثار الزلزال وعودة الاستقرار والحياة إلى طبيعتها، سائلاً المولى - عزَّ وجلَّ- أن يمنَّ على الشعبين بالأمن والاستقرار والنماء، وآملاً أن يكتب الله تعالى التوفيق والنجاح لأعمال المؤتمر في تحقيق الاستجابة الإنسانية المطلوبة.
ويهدف المؤتمر لضمان استمرار الاهتمام والدعم للشعبين السوري والتركي، وإظهار التضامن مع المتضررين من الزلزال في كلا البلدين، وتوفير فرصة للمجتمع الدولي لحشد المزيد من الدعم المالي لتلبية الاحتياجات الملحة للمناطق المنكوبة.