تفجرت المخاوف من انهيار سوق الأسهم الأمريكي، بعد إفلاس "سيليكون فالي بنك"، حيث تراجعت أسهم شركته الأم، مجموعة "إس في بي" المالية، بنسبة 70٪ تقريبًا خلال 48 ساعة، قبل وقف التداول في النهاية، وفق ما ذكر تقرير لشبكة "ياهو فاينناس" الأمريكية، ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فهي.
مخاوف أوسع نطاقاً
أدت المخاوف الأوسع، إلى عمليات بيع مكثفة لأسهم البنوك الأمريكية الأخرى. والآن هناك تكهنات متزايدة بأن أزمة مالية عالمية جديدة تلوح في الأفق.
وتساءل التقرير عما إذا كانت تنبؤات "يوم هلاك" البنوك الأمريكية هذه مبررة؟".
يقول الخبير الاقتصادي زافين بويرازيان: "إن الأمر ليس كذلك، فرغم الاعتراف بأن الوضع فريد ومعقد، إلا أنه لاداعي للذعر".
ماذا حدث لـ"سيليكون فالي بنك"؟
لفهم ما حدث في فترة الـ72 ساعة الأولى بعد الإفلاس، يقول بويرازيان علينا أن ننظر إلى ما كان يحدث بين عامي 2020 و2022.
فبعد الانهيار القصير لسوق الأسهم في عام 2020، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا بشكل كبير.
واستفاد العديد من شركات التكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية الأمريكية من هذا الزخم من خلال إصدار أسهم جديدة إما من خلال الاكتتابات العامة أو العروض الثانوية.
أدى ذلك إلى جمع مبلغ ضخم من النقد، كان يجب وضعه في مكان ما.. ويبدو أن كل شركة تقنية تقريبًا اختارت إيداع أموالها لدى "سليكون فالي بنك".
130 مليار دولار
بين عامي 2020 و2021 تم إيداع أكثر من 130 مليار دولار في البنك، مما تسبب في مشكلة، حيث اختار البنك شراء السندات بشكل أساسي في شكل أوراق مالية مدعومة برهن طويل الأمد، وهذه هي الطريقة التي أصبح بها البنك الذي غمرته السيولة قنبلة موقوتة.
وقبل أن يبدأ هذا الفشل الذريع، كان لدى "سليكون فالي بنك" أوراق مالية مدعومة برهن بقيمة 80 مليار دولار في ميزانيته العمومية، وهذه السندات لها تاريخ استحقاق يزيد عن 10 سنوات، و56٪ منها بسعر فائدة ثابت.
يشير هذا القرار لاستثمار معظم ودائعه في السندات طويلة الأجل الثابتة إلى أن أسعار الفائدة المفترضة في "سليكون فالي بنك" ستبقى بالقرب من الصفر خلال العقد المقبل. وذلك على الرغم من حقيقة أن الاحتياطي الفيدرالي قد بدأ بالفعل في رفع الأسعار.
ومن الغريب القول إن البنك باع حرفيًا جميع تحوطات أسعار الفائدة الخاصة به في عام 2022، ما جعله دون حماية لمحفظة السندات ضد الزيادات الإضافية.
بعدها، أعلن "سليكون فالي بنك" أنه تكبد خسارة 1.8 مليار دولار. ونجمت هذه الخسارة عن قيام عدد كبير من عملائها بسحب أموالهم. ولتغطية عمليات السحب هذه، اضطر البنك لبيع بعض سنداته طويلة الأجل. ولكن بسبب الزيادات الأخيرة في أسعار الفائدة، انخفضت قيمة هذه الأصول بشكل كبير.
كما طلب عملاء البنك سحب 42 مليار دولار، ولمواكبة الطلب، اضطر البنك إلى تنفيذ عملية بيع لسندات الرهن بأسعار رهيبة، ما أدى إلى خسائر فادحة أدت إلى انهيار البنك.
بداية انهيار سوق الأسهم الجديد؟
على الرغم مما قد توحي به بعض العناوين الرئيسية، فمن غير المرجح أن يؤدي انهيار "سليكون فالي بنك" إلى اندلاع أزمة مالية عالمية جديدة، وهذا صحيح بشكل خاص الآن بعد أن تدخلت الهيئات التنظيمية وتأكدت من وصول المودعين إلى جميع أموالهم.
وتخضع قائمة البنوك الاستثمارية الأمريكية التي تشمل: "مورجان ستانلي" و"سيتي جروب" و"ويلز فارجو" و"بنك أوف أمريكا" و"جولدمان ساكس" و"جي بي مورجان" لقانون ودائع أكثر تشديداً، في ظل تنظيم أكثر صرامة يمنع حدوث ما حدث مع "سليكون فالي بنك".
لذلك، فإن خطر انتقال العدوى منخض، رغم أنه ليس صفرًا بالتأكيد. وعلى هذا النحو، فمن غير المرجح أن يؤدي انهيار "سيليكون فالي بنك" إلى انهيار سوق الأسهم.