تدافع اللبنانيون إلى ساحة الصلح وسط العاصمة بيروت لإعلاء صوتهم وإظهار غضبهم بوجه المسؤولين تنديدًا بانهيار الليرة وارتفاع صرف الدولار مقابلها.
ولم تعد طاقة المواطنين في لبنان تحتمل المزيد من الضغوط المعيشية والسياسية التي أثقلت كاهلهم.
لذلك اعتصمت مجموعات من المحتجين ولا سيما حراك العسكريين المتقاعدين وحركة الانقاذ الوطني ومحتجون على غلاء المعيشة وتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي وارتفاع الدولار بشكل جنوني وعشوائي، فضلا عن الانهيار غير المسبوق والكارثي لليرة اللبنانية.
صرخة الغضب اللبناني
تقاطرت الوفود من المناطق إلى ساحة رياض الصلح منذ صباح اليوم لإطلاق صرختها وغضبها بوجه المسؤولين وحاكم مصرف لبنان ورفعوا أعلام بلدهم ولافتات تندد بالسياسات المالية العشوائية والفساد، واتخذت القوى الأمنية من الجيش اللبناني وفرقة مكافحة الشغب إجراءات في محيط المكان.
واشتدت حدة المواجهات بين المتظاهرين وأغلبيتهم من العسكريين المتقاعدين وفرقة مكافحة الشغب المولجة حماية مدخل السرايا في ساحة رياض الصلح، بعد محاولة المعتصمين إزالة الشريط الشائك المؤدي إليها، وتطور الأمر إلى استخدام العناصر الأمنية القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذي رفعوا رايات الجيش اللبناني أثناء المواجهات.
شريط شائك
كما تقدمت عناصر من الجيش نحو الشريط الشائك ليشكلوا فاصلًا بين المتظاهرين والقوى الأمنية، وهم طالبوا زملاءهم في مكافحة الشغب عدم رمي القنابل المسيلة على المعتصمين.
ولوحظ دخول المتظاهرين إلى ما وراء الشريط الشائك للجهة اليمنى المؤدية إلى السرايا وسط اشتداد رمي القنابل المسيلة، وسمعت صفارات سيارات الإسعاف في المحيط مع سقوط إصابات في صفوف المتظاهرين، وحالات إغماء من الطرفين.
وعاد المتظاهرون إلى التجمع وتقدموا وسط اصرار منهم على الدخول إلى السرايا ومفاوضات من قبل ضابط في قوى الأمن معهم لاعادة الهدوء إلى ساحة رياض الصلح.
كما انضمّ العميد السابق بالجيش اللبناني والنائب شامل روكز، للمتظاهرين في ساحة رياض الصلح، ووصف ما حصل بـ"المعيب من عسكريين حاليين بالخدمة أطلقوا القنابل المسيلة للدموع على المتقاعدين".