أفاد مسؤولون بقطاع الصحة الأمريكي، أن الإنجازات الأمريكية في التشخيص المبكر للتوحد لدى الأطفال، -ويُعد ذلك أمرًا مهمًا في تمكينهم من استغلال كامل إمكاناتهم- تبددت إلى حد كبير بفعل تعطل التقييمات في الأشهر الأولى من جائحة كوفيد-19.
وقالت الطبيبة كارين ريملي في بيان، إن حالات التعطل هذه في توصيل الأطفال بالخدمات التي يحتاجون إليها "ربما يكون لها آثار طويلة الأمد"، وريملي هي مديرة المركز الوطني لتشوهات الولادة وإعاقات النمو بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
تأثير كورونا على التشخيص المبكر للتوحد في أمريكا
نُشر تقريران حول الموضوع في التقرير الأسبوعي لمعدل الوفيات والأمراض الصادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، واستند التقريران إلى استعراض للبيانات السريرية والتعليمية في 11 منطقة مختلطة الأعراق والتركيبة السكانية في الولايات المتحدة.
وفي التقرير الذي ركز على التدخل الطبي المبكر، قارن الباحثون بين معدلات التشخيص في الأطفال بعمر أربعة أعوام في 2020، وبين ما تلقاه الأطفال بعمر ثمانية أعوام منذ أربعة أعوام.
يمكن تشخصيه من عمر سنتين.. ماذا تعرف عن اضطرابات #طيف_التوحد؟ https://t.co/MFIvWUJgNx #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) October 20, 2022
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2020، خضع الأطفال بعمر أربعة أعوام إلى كثير من التقييمات وتلقوا كثيرا من الخدمات المتعلقة بالتوحد، إذ قالت كيلي شو العاملة بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها خلال مقابلة إنه حينما تفشت الجائحة في مارس آذار 2020 "حدث تراجع صادم في خدمات تشخيص التوحد". وكيلي شو هي معدة الدراسة.
وأضافت شو "يبدو أن التحسن في التشخيص المبكر... تبددت نوعا ما بفعل الجائحة"، مبينة أن الأمل هو أن يجعل التقرير المجتمعات المحلية على دراية بالخسائر والعمل على تحديد هؤلاء الأطفال وتقديم الخدمات لهم.
انتشار التوحد بين الأطفال
وفي التقرير الثاني الذي يركز على انتشار التوحد بين الأطفال بعمر ثمانية أعوام، اكتشف الباحثون أن للمرة الأولى كانت أعداد الأطفال المصابين بالتوحد من الآسيويين وذوي البشرة السمراء والإسبان أعلى من أعداد الأطفال المصابين به من ذوي البشرة البيضاء.
وفي المجمل، زاد انتشار التوحد بين الأطفال الأمريكيين بعمر ثمانية أعوام ليُصاب طفل من بين كل 36 طفلا أو تكون نسبته 2.8 بالمئة في 2020، بالمقارنة مع انتشاره بواقع طفل مصاب من بين كل 44 طفلًا أو بنسبة 2.3 بالمئة في 2018. وقال معدو الدراسة إن هذه الزيادات تعكس إلى حد كبير التحسن في تحديد إصابة الأطفال بالتوحد.
#طيف_التوحد عند الأطفال.. الأسباب والأعراض والسمات الأكثر شيوعا https://t.co/Nq9Uprkyf2 #اليوم pic.twitter.com/J4nKbyODje— صحيفة اليوم (@alyaum) September 14, 2022
مرض التوحد في أمريكا
من جهته، قال ماثيو ماينر من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والمشاركة في إعداد الدراسة إن النتائج تعكس سد فجوات في جهود تشخيص إصابة الأطفال بالتوحد على مستوى الحاجزين العرقي والإثني.
وأضاف ماينر "تاريخيًا، كان تشخيص الإصابة بالتوحد بين الأطفال ذوي البشرة البيضاء أكثر من بين الأطفال ذوي البشرة السمراء أو الإسبان".
وأردف أنه على غرار ذلك، وُجد اختلاف حاد بين الأطفال الذين يعيشون في مناطق يرتفع بها الدخل بالمقارنة مع مناطق يتدنى بها الدخل، إذ رُصد عدد أكبر من الإصابات بالتوحد في المناطق الأكثر ثراء.