[email protected]
تشهد صناعة الفعاليات والأحداث المُلهمة في المملكة، خلال السنوات الأخيرة، نموًا وتحولًا هائلين، نتيجة للتقدم، والابتكار في الأفكار والإبداع في الرؤى والتطور في الأهداف وكذلك التقنيات المستخدمة؛ ما جعل العبارة المألوفة «إذا كنت ستصنع حدثًا ما، فإما أن تصنعه جيدًا، أو لا تصنعه على الإطلاق»، هي العلامة الفارقة والمعيار الأساسي للنجاح.
وفيما تبدو فعاليات تحفيز ودعم الشباب في مختلف مجالات الاقتصاد والتقنية وريادة الأعمال والابتكار وتطوير رأس المال الفكري وإطلاق الطاقات وتعزيز مشاركتهم في استشراف مستقبل بلادهم والعالم من حولهم وبناء الحاضر، متنوّعة ومتلاحقة، وهو أمر جيّد، لأنه يواكب التوجّهات التنمويّة وما تمثله نسبة الشباب في المملكة المُقدّرة بنحو 67% من المجتمع و47% من القوى العاملة.
إن تدشين العديد من الوزارات والجهات العامة لبرامج ومبادرات دعم الشباب والشابات والأخذ بأيديهم للمُضي في مسارات التعلّم وتنمية المهارات والقدرات وشحذ الطاقات الإبداعية، هو توجّه صحي صحيح ورائع؛ لما له من دور في خلق البيئة الصحيّة لتوظيف طاقات الشباب وتطويرها وتمكينها؛ من أجل مجتمع متقدم واقتصاد معرفي وتنمية مُستدامة ومستقبل أفضل لبلادنا العزيزة.
في هذا الإطار تابعت باهتمام تنظيم نسخة جديدة مُتقنة من منتدى العاملين مع الشباب، تحت عنوان «تمكين العاملين مع الشباب: تطوير السياسات وتعزيز الابتكار»، وكذلك تكريم الفائزين بجائزتها في دورتها الأولى، برعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، كمبادرة وطنية تمثل منصة تضم الجهات العاملة مع الشباب من القطاعات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون بين العاملين مع الشباب.
ولا شك في أن رؤية وأهداف هذا المنتدى كانت مُبتكرة، وكذا صناعته وتنظيمه وروّاده والمشاركين فيه، لأنه ببساطة، وفّر فرصة سانحة للتعرّف على تطبيقات ونماذج التغيير والابتكار والتوقعات المحتملة لنتائج التغيير في الجهات العاملة مع الشباب، واستشراف السياسات والتوجهات المستقبلية المرتبطة بالقطاعات العاملة مع الشباب، واستعرض نماذج التمكيّن وتنمية القدرات في العمل الشبابي.
والواقع أن تصدّر المملكة المركز الأول عالميًا في فرص الأعمال للشباب، وكذلك في سهولة بدء العمل، وفقًا لتقديرات GEM Global Report لعام 2021، (تقرير لدراسة عالمية تجرى بهدف تحليل مستوى ريادة الأعمال في مجموعة واسعة من دول العالم)، يدفعني للتأكيد على أننا نمضي في الطريق الصحيح في ظل رؤية طموحة؛ جعلت الشباب شريكًا رئيسًا في مسيرة التنمية، ومساهمًا أصيلًا في التغيير والتحوّل، وفاعلًا مؤثرًا في تحقيق مُستهدفاتنا الوطنية.
أهنئ القائمين على المنتدى في فكرته ورؤيته وأهدافه وشركائه ورعاته وفريق تنظيمه، فشباب وطننا الحبيب أثبتوا جدارتهم في كل مناسبة، وأنهم قادرون على التميّز والبذل والعطاء والعمل، والمنافسة عالميًا، وصناعة مستقبل أفضل لهم ولوطنهم الغالي.