أحيت حارات سوق البلد التاريخي في محافظة الطائف، ذكريات الألعاب الشعبية التي كانت تزدان بها جنبات السوق وأزقة حارتي أسفل وفوق والسليمانية، فكانت تمثل وسيلة الترفيه الأولى أخذًا بمبدأ استشعار المتعة وقضاء أوقات الفراغ بين أفراد الأسرة من الأهل والأصدقاء والجيران من أبناء الحي الواحد.
ومع إطلالة شهر رمضان تجد أن لعبة "الفرفرة" تستحوذ على اهتمام أهل البلد، من سكان مدينة الطائف وعلى مر السنين، من الشباب وكبار السن والصغار على السواء، ويكثر الإقبال عليها، إلى جانب احتفاظ ذاكرة سوق البلد بلعبة "الكيرم" التي يحبذها الصغار والشباب في ليالي رمضان، بصفتها من الألعاب الرياضية الشعبية التي تحظى بالمنافسة والحماس وتشجيع المتنافسين.
انتشار البسطات الشعبية في الحارات القديمة
كما تنتشر البسطات الشعبية في الحارات القديمة، في ملامسة حقيقية لروحانيات شهر رمضان المبارك، ويفضل الكثير من الأهالي العيش في هذا الشهر الكريم مع ذكريات الماضي بالاستمتاع بتناول المأكولات الشعبية المختلفة، كالبليلة والكبدة، والمشروبات الرمضانية المختلفة، التي يغلب في إعدادها وتقديمها من خلال البسطات المنتشرة على جوانب الشوارع والطرقات، التعاون الجماعي، الذي ما زال يمارس في سوق البلد، كقيم وموروث شعبي يميز المنطقة، ويجسد فيه تبادل الأحاديث، وتفقد أحوال الناس وأبناء الحي بعضهم البعض، في نسيج اجتماعي فريد ومنقطع النظير، تُبنى فيه روح التواصل واللقاءات الاجتماعية.
وتتزين منطقة وسط البلد التاريخي في الطائف للزوار في شهر رمضان المبارك، وتحمل طعمًا مختلفًا ورونقًا خاصًا للمنازل الأثرية في أركان السوق، وبجوار بوابات الريع والعباس والحزم، التي تزينت بالفوانيس الرمضانية، ويستمتع بها الزائر وهي تضيء أزقة هذه الحارات.