بالفعل العلاقات الاجتماعية فن لا يتقنه بعض الناس، ومن رحمة الله علينا أن اكتسابه ممكن لكل إنسان، فهو مجموعة مهارات لو عزم كل إنسان وحاول تعلمها لأصبح المجتمع لوحة فنية أبدعها الفنانون، ألوانها شفافية وعمق وتلاحم وتواصل وتسامح وإيثار، هل هناك أجمل من هذه اللوحة الاجتماعية؟
بالطبع لا توجد لوحة أجمل من الارتباط الحميم بين أفراد المجتمع، واقعنا وحياتنا التي نعيشها تؤكد ذلك قبل الدراسات الكثيرة التي أجريت مثل دراسة تذكر أن لعلاقات الإنسان الاجتماعية أثرا كبيرا في حياته على مدى العمر الذي يعيشه. فمن يتمتع بعلاقات اجتماعية إيجابية ينعم بصحة أفضل، ويعيش حياة أكثر سعادة، ومن لا يحظ بمثل هذه العلاقات يعش حياة فردية مغلقة، يعاني سموما غير منظورة تضر بصحته، ويعيش حياة تتسم بالكآبة.
وأقصد بالعلاقات الاجتماعية كل العلاقات بما فيها الأسرية وحتى علاقات الصداقة والعلاقات المهنية.
فحبذا أن تكون هذه العلاقات تلامس عنان السماء حباً ووداً واحتراماً وتقديراً، فبدون الود والوفاء والاحترام والتقدير والصداقة الحقيقية يعيش الإنسان منفرداً وفي عزلة.
ذكر عالم نفسي، أن نجاح أي علاقة يعتمد على أساس التوافق بين أهدافنا وأهداف الطرف الآخر والاستعداد لبذل جهد لمساعدة الطرف الآخر لتحقيق أهدافه.
لابد أن تكون لدينا صداقات حقيقية، فالصديق الحقيقي الذي نراه في الشدة، والذي يحب في الله دون مصلحة مادية أو معنوية، والذي يتمنى لصديقه ما يتمناه لنفسه، الصداقة الحقيقية ليست بطول السنين، بل بصدق المواقف كما أكده الواقع الذي نعيشه وأكدته المواقف.
القرابة والأرحام والجيران والأصدقاء لا يمكن العيش بدونهم، فأينما ذهبنا فكل منا يحمل جزءاً من الآخر، طاقة كلنا يعرفها ويحس بها، لا يمكن أن نعيش بدونها فهي المتنفّس لنا في التّعبير براحة ودون أدنى قلق أو ارتباك وبدون أن أي تكلف أو تعقيد.
ليس بالضرورة أن يقتنع بما يقتنع به الآخر، الاختلاف شيء طبيعي في الحياة، وكما قيل، معرفة نمط الناس هو التعايش الإيجابي معهم وليس لتغييرهم، واختلاف أنماطهم هو بالفعل شيء إيجابي تكاملي.
أروع ما نحلم به، شخص عزيز وفيّ، بئر لكل أسرارنا نبني معه أقوى جسر لا تهدمه الرياح مهما كانت قوتها ويعيش حياة أكثر سعادة، ومن لا يحظ بمثل هذه العلاقات، ويعش حياة فردية مغلقة، يعان سموما غير منظورة تضر بصحته، ويعش حياة تتسم بالكآبة.
وتشمل العلاقات الاجتماعية، العلاقات الأسرية وعلاقات الصداقة والعلاقات المهنية والعلاقات المختلفة مع الآخرين. ولا يعتمد تميز العلاقات الاجتماعية على التوافق الكامل والاتفاق في الرأي دون أي خلافات، بل يعتمد على المحبة والثقة المتبادلة. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فقد تكون هناك خلافات في أي علاقات ناجحة، لكن إدارة هذه الخلافات في «بيئة من المحبة والثقة» تذيب أي أثر سلبي لها.
[email protected]