نستعد كل يوم لملاقاة الصباح، لمباشرة تفاصيله ونرجو لأنفسنا الفلاح، نبذل جهدا في أعمالنا مهما كان نوعها، أحيانا نلقى تقديرا يوازي جهدنا، أحيانا نقدر أكثر من جهدنا بكثير، أحيانا يغفل عن جهدنا المبذول.
وستأتي أيام البذل بمشيئة الله هلالها من بدء الأيام فالكل يبحث عنه ليراه، يسر الهلال بهذا الاهتمام، فهو طوال العام في السماء يظهر ويغيب، لا يتابع هو وأطواره، فيبالغ في التخفي فهو يريد أن يستأثر بالمزيد.
ستهل تلك الأيام متتابعة كأمواج محيط هب عليها نسيم عليل.. يوم يسبق يوما ويوم يردف يوما وفي أوسطه ستندهش كيف تتابعت، وبلغت نصف المحيط لتنتهي دهشتك وقد بلغت مرفأ التساؤل.. هل هذه ليلة القدر أو ستكون في اليوم الذي يليه؟
تلك الأيام سنتهيأ لها بالأعمال، وسنعد العدة لنستثمرها في خير استثمار سنبذل الجهد في أداء الطاعات، ونحن نعي تماما أن جهدنا المبذول سيقدره رب العزة المنزه في علاه، الكريم في عطاياه، العدل في ميزانه، لن نخشى على أجر جهدنا أبدا فهو عند الله دوما مضاعف، فالحسنة بعشر، فكيف بالصيام وقد أخفى عنا كيف سيجازي صاحبه.
أحب رمضان وأعشق نسك الصيام وأراه محطة راحة بعد عناء عام، متشوقة لتراويحه وقيامه، ومتشوقة لإحساس خاص يسكنني وأنا بين أيامه أشعر فيه أنني ناسكة أقيم في زاوية خاصة تظهر فقط في رمضان تضاء بشكل مبهرج، ففيها تتم العبادات ويقرأ إلى أن يختم المصحف مرات ومرات، وترتفع الدعوات وتكثر الوقفات مع الذات والحديث الممتلئ بأسمى المشاعر مع الله.
تهنئة
كل عام وأنتم بخير قرائي الأفاضل أعاده الله عليكم أعواما مديدة عديدة وأنتم بين رحمات الله ولطفه، أوصيكم خيرا بهذه الأيام..