بدء موسم حرائق الغابات الإسبانية هذا العام مبكرًا، بتفحم أكثر من 7 آلاف فدان من الأراضي المزروعة بالأشجار، مع تهجير 1500 شخص بعد أن فروا من مناطق الحرائق خوفًا على حياتهم.
الحريق الذي اشتعل مبكرًا هذا العام وكان في منطقة كاستيلون بشرق إسبانيا، هو واحد من سلسلة حرائق استهدفت البلد منذ عقود طويلة -تقدر الحرائق بنحو 40 ألف خلال الثلاثين سنة الماضية- وزادت خلال الثلاث سنوات الماضية، بسبب موجات الجفاف التي تعاني منها أوروبا بشكل عام وإسبانيا خصوصًا.
وإن تضررت إسبانيا بشكل خاص جراء تلك الحرائق، فإن تأثيرها يمتد ليشمل عدة أجزاء حول العالم من بينها الشرق الأوسط الذي يطاله جزء من هذا الضرر بشكل مباشر وغير مباشر.
#Spain enters period of long-term drought, likely to face another year of heatwaves, forest fires https://t.co/r4Bm67SEbn #FoxNews pic.twitter.com/0fEdXsoUF6— Laurent ALFONSO (@LaurentAlfonso) March 17, 2023
طوارئ مناخية
أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال مؤتمر صحفي أن الحرائق التي تشهدها بلاده في هذا الوقت المبكر قبل الوصول لفصل الصيف، هي دليل على دخول البشر مرحلة الطورائ المناخية، حسب ما نقلته عنه وكالة رويترز.
وقال سانشيز: "هذه الحرائق التي نشهدها، هي تأكيد على حالة الطوارئ المناخية التي تعيشها البشرية، وتؤثر بشكل خاص على دول مثل بلدنا وتدمرها".
وفي حين تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على انتشار اللهب، حسب، غابرييلا برافو ، مسؤولة الشؤون الداخلية في المنطقة، فإن الرياح القوية و"درجات الحرارة في الصيف عمليا" يمكن أن تعيد تنشيطها.
زيت الزيتون الإسباني والشرق الأوسط
يتوقع انخفاض إنتاج زيت الزيتون في الاتحاد الأوروبي والتي تمثل إسبانيا جزءًا مهمًا منه، لعام 2023 بمقدار النصف مقارنة بالموسم السابق، وفقًا لما تنقله وكالة رويترز.
ويرجع ذلك إلى حد كبير لانخفاض إنتاج إسبانيا بسبب الجفاف والحرائق، والتي قدر إنتاجها بنهاية العام الماضي بـ35.7% من إجمالي زيت الزيتون الموزع حول العالم، بحسب بيانات المجلس الدولي لزيت الزيتون.
حرائق الغابات في شرق #إسبانيا تجبر المئات على إخلاء منازلهم https://t.co/wT6hXE6h9V #اليوم pic.twitter.com/I6a1XLekKS— صحيفة اليوم (@alyaum) March 24, 2023
وإن كانت دول الشرق الأوسط خارج قائمة المستوردين الأكبر لزيت الزيتون الأوروبي، والتي تشمل أمريكا والبرازيل واليابان وكندا والصين وأستراليا وروسيا، فإن ذلك لا يخرجها من قائمة المستوردين بشكل عام.
ففي عام 2020 استوردت الملمكة العربية السعودية من إسبانيا زيت زيتون بقيمة 8.4 مليون دولار، واستقبلت الإمارات زيت زيتون إسباني في ذات العام بقيمة 18 مليون دولار، فيما كان نصيب العراق 2.5 مليون دولار، حسب منصة OEC المتخصصة في البيانات.
تضرر البيئة العالمية
كل عام تحترق مساحات من غابات أوروبا تقدر بضعف مساحة لوكسمبورغ، وتقع غالبية تلك الحرائق في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ومع تكرار تلك الحرائق تنبعث غازات ثاني أوكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروجين، بكميات هائلة، بحسب وكالة البيئة التابعة للاتحاد الأوروبي، وهي غازات ضارة بالإنسان يسبب تراكمها عددًا من المشكلات الصحية على المناطق التي تنتشر فيها، مثل أمراض الجهاز التنفسي والربو وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبالطبع فإن الشرق الأوسط من أوائل الجيران المتضررين من تلك الغازات بحكم قرب من مناطق انبعاثها، إضافة لذلك فإن تلك الغازات تتسبب في تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبحسب التقرير السنوي للبرنامج الأوروبي حول التغير المناخي كوبرنيكوس، الصادر العام الماضي، فإن حرائق غابات إسبانيا وحدها أطلقت العام الماضي أكثر من مليون طن من الكربون، أي ما يعادل الانبعاثات السنوية لأكثر من 790 ألف سيارة، وهو معدل لم تشهده البلاد منذ 2003.
وغير ذلك فإن تأثيرات أشمل تنتظر البشرية عمومًا بسبب الحرائق الأوروبية، ما بين اختلال التوازن البيئي في القارة الأوروبية والتي ستؤثر على العالم، إضافة إلى التأثير على طبقة الأوزون، ما يعرض البشر لخطر أشعة الشمس الضارة التي قد تصبح مميتة حال استمرت الحرائق بالاندلاع.