الحياة مزيج من الفرص، والعاقل من أمسك بخير الفرص، وخيرها ما جاء عظيما بالأجر مضاعفا كـ «شهر رمضان»، إنها أثمن فرصة دينية يستثمر فيها العبد علاقته بربه، ويربي فيها حسناته، ومع كامل وعينا بعظم فضل هذا الشهر وبكونه فرصة دينية كبيرة، إلا أننا نضيع زهو العبادة والروحانية التي تكسوه، ونحصره في موسم تجاري نتجهز له كما نتجهز لأحد الأعياد بالزينة واللباس، ويبقى القلب لا حظ له من الاستعداد الروحي للعبادة.. مؤسف أن رمضان يتحول الآن لموسم شكليات وأزياء لارتداء «الجلابيات»، والتي تبلغ أسعارها حدا مهولا يصل لبضعة آلاف من أجل زوارة يوم واحد، وقد تجد من البعض من تتنافس في «الغبقة»، وتمضي جل وقتها وهي تتجمل وقد يبلغ بالبعض أن ترتدي ملابس مكشوفة وقصيرة تخل بروحانية هذا الشهر، إذا مضت أيامنا هكذا.. فأين حظ القلب من الارتواء بمزيد من الطاعات؟
مؤسف أن يكون حظ أحدنا في رمضان هو الحرمان من الأكل فقط.. وألا نقلع عن عادة سيئة ونكتسب عادة حسنة عوضا عنها، ومؤسف أن نمضي الليل والنهار في متابعة المسلسلات فقط التي ستبقى متوفرة في أي وقت بعد رمضان.. وتذكر أن رمضان لن يأتي إليك إلا بعد سنة من ذهابه، فعلام تضيعه؟
بالنسبة لنا كعائلة، فرمضان فرصة كبيرة لزيادة الوعي الديني، وحلو التنافس على يسير الطاعات عظيمة الأجر، دعونا نتشارك بعضا من الأفكار البسيطة في هذا الشهر الفضيل مثل:
- تخصيص مقدار من القرآن يقرأ يوميا لختمه على الأقل مرة واحدة.
- أن تجتمع العائلة في حلقة ذكر لعدة دقائق بعد صلاة التراويح ويتولى كل يوم فرد من أفراد العائلة بذكر تفسير لآية أو حديث.
- تحديد وقت يسير للتزاور بنية صلة الرحم وألا تأخذ الزيارة وقتا طويلا يخل بروحانية القلب وكثرة اللهو.
-خصصوا يوما لإفطار الصائمين.
-ضعوا صندوقا للصدقة الخاصة في رمضان.
-تجهزوا بشراء ثياب الصلاة الجديدة لكم ولأطفالكم، فلا أجمل من سجادة وشرشف صلاة وسبحة جديدة.
-اختاروا برنامجا أو كتابا دينيا لزيادة الثقافة الدينية لديكم.
والكثير من الأفكار قفزت لعقلك الآن فطبقها وانشرها وشاركها ليعم الخير ويبقى الأثر.