طالب مسرحيون عرب في اليوم العالمي للمسرح بالنهوض بـ"أبي الفنون" والتجديد في النصوص وتقريبها من المجتمع وقضايا الإنسان.
وأوضحوا التفصيلات التي تخاطب الجمهور وتستفز ذائقته واحتياجاته، مطالبين بتنويع تجاربهم وتبادل معارفهم وطرح أفكارهم ورؤاهم وتقديم ذائقتهم الجماليّة أمام جماهير المسرح.
تبادل المعارف
تحدث الكاتب المسرحي التونسي بوكثير دومة، قائلا: "منذ 60 عاما أنشئ الموعد للاحتفال بأبي الفنون على نطاق عالمي.. يوم يتلاقى فيه المسرحيون يتبادلون تجاربهم ويتباحثون همومهم ويطورون خبراتهم".
وتابع: "وبما أنّ المسرح العربي حلقة من حلقات الفنّ العالمي فقد سعى الفنانون العرب كغيرهم من فناني العالم للانخراط في تنويع تجاربهم وتبادل معارفهم وطرح أفكارهم ورؤاهم وتقديم ذائقتهم الجماليّة أمام جماهير المسرح العطشى لكل عرض ملتزم جميل".
وأوضح: "مناسبة الاحتفال بالعيد العالمي للمسرح تعدّ فرصة للتقييم أيضا، إذ لا يخفى على أحد أنّ بعض مسارحنا العربية لا زالت تشكو قلّة الإمكانيات وندرة التشجيع".
رسالة تنوير إبداعية
أكد المخرج المسرحي الكويتي عبد الله عبد الرسول، أن "اليوم العالمي للمسرح يوما للإنسانية وانتصارا لقيم السلام والتسامح والجمال والإبداع، وهي مناسبة لكل المسرحيين في بقاع الأرض للتعبير عن منجزاتهم المسرحية وأفكارهم والاحتفاء بهم والتأكيد على رسالة المسرح الإنسانية والتنويرية".
تابع: "نضوج وتطور المسرح يعبر عن تقدم الأمم ونضوجها وحيويته، المسرح رسالة تنوير إبداعية وجمال لا يضاهى.. المسرح هو الحياة".
المسرح كفعل ثقافي
قال المخرج عمرو قابيل، رئيس ملتقي القاهرة الدولي للمسرح الجامعي: "تأتي أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمسرح للتأكيد على حضور المسرح كفعل ثقافي مجتمعي مؤثر كونه الفن الملتصق بالجماهير والمعبر حقيقة عن همومهم ومشاكلهم وأفراحهم وأحزانهم".
وأوضح: "يظل المسرح الحالة ذات الوهج والسحر الأخاذ، ويأتي الاحتفال العام الجاري والمسرح لا يزال يعاني الكثير من التحديات، خاصة فيما يتعلق بالدعم وآليات الإنتاج والتجاهل الإعلامي للعروض المسرحية المتميزة".
وتابع أن "هذا لا يمنع من وجود بعض المحاولات من عشاق المسرح وحملة مشاعله، خاصة من خلال انتشار ظاهرة المهرجانات المسرحية التي تسعى للم شمل المسرحيين".
كفاح مستمر للمسرح
قال ناصر الظافر، مشرف لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالدمام: "أن المسرح نجاة الشعوب المتحضرة والراقية من التخلف، وما دامت الحياة فسوف يدوم المسرح بأهله ومحبيه في حالة كفاح دائم لكي يكون، ونحن في لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالدمام نحب أن نكون حاضرين ومتجددين بكل ما يساهم في رقي المسرح وجمهوره".
وأضاف: "تعلمنا من رواد المسرح في الدمام ذلك الحب، ونسعى لمواصلة ما بدأوا به وإكمال المسيرة بإتاحة الفرص أمام جميع المسرحين في المناسبات المسرحية ومن ضمنها الاحتفال بيوم المسرح العالمي".
إعاة إنتاج الأسئلة
قال خالد الرويعي، رئيس مركز إنكي للفنون الأدائية في البحرين: "يمثل الاحتفال باليوم العالمي للمسرح من كل عام تجديد للثقة في الإصرار بأن يقدم المسرحيون أعمالهم الجادة، ويبقي المسرح سحره الخاص والمسرح هو الذي ينتخب جمهوره وبالتالي هناك من يسعي إلى المسرح بكل أشكاله الفنية".
تابع: "عربيا المسرح يواجه تحديات، والتحدي الأكبر ليس في الجمهور ولكن في طرح الرؤى الجديدة فنيا وابتكار في العروض بعيد عن التقليدية، وبحاجة إلى عروض بصرية تدهشنا لأن العالم غارق في عصر الصورة ويبقي التحدي الآن أمام المسرحي، هو كيف يصنع الدهشة في المعني والصورة بشكل عام؟ وهذا التحدي الذي أراه في اليوم العالم المسرحي يوم المسرح العالمي فرصة، لأن نعيد إنتاج أسئلتنا تجاه المسرح ،وهذه فرصة سنوية رائعة بأن يعيد المسرحيين إنتاج ذواتهم وما يرونه لمستقبل المسرح".
شامل العديد من الفنون
قال الممثل والمخرج مسرحي عبد العزيز الخميس: "في يوم المسرح العالمى أبارك وأهنئ إخواني الفنانين بشكل عام والمسرحين بشكل خاص، إذ أننا نتجمع في أبهى الفنون ونحتفى به، وسر حبنا أن المسرح شامل للعديد من الفنون إن لم يكن كلها، فهو أدب وشعر وموسيقى وفن تشكيلى واستعراض راقصين وأداء ممثلين، نشاهد لوحة مكتملة الإبداع والفن".
المعبّر عن الحضارات
قال الكاتب المسرحي الأردني مفلح العدوان، إن المسرح رسالة للإنسانية والإبداع والحياة، وعلى المسرحيين أن يكونوا أكثر قربا من مجتمعاتهم وقضايا الإنسان وتلك التفصيلات التي تخاطب الجمهور وتستفز ذائقته واحتياجاته.
أضاف: المسرح على مرّ العصور المعبّر عن الحضارات، وعن العواطف والمشاعر، وهو السارد لحكايات الأمم وذاكرتها.