اخترق سعر الذهب هذا الأسبوع علامة 2000 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ 12 شهرًا، في وقت يشعر فيه المستثمرون بالقلق بشأن الأزمة المصرفية المحيطة بالولايات المتحدة، وهو ما يعزز مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن، وطريقة للتحوط ضد الأزمات، وفق ما ذكر موقع "بارت شارت"، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
انهيار البنوك
وفي الآونة الأخيرة، عانى سوق الأسهم من انهيار العديد من البنوك مثل "سيليكون فالي"، "كريدي سويس"، "سيجنيتشر" و"سيلفرجيت"، التي شهدت حركة سحب واسعة للودائع، بعدما سحب المستثمرون أموالهم بوتيرة متسارعة، مما اضطرهم لبيع السندات بخسارة لدعم متطلبات السيولة.
وفي الوقت الحالي، حدد الاقتصاديون 186 بنكًا آخر في الولايات المتحدة قد يواجه تحديات السيولة إذا زاد الطلب على عمليات سحب العملاء.
أسعار الذهب
عادةً ما يكون لأسعار الذهب علاقة عكسية مع أسعار الفائدة وأسواق الأسهم.. لذلك، ففي فترات تقلبات سوق الأسهم، يحول المستثمرون رؤوس أموالهم نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.
بالإضافة إلى ذلك، أدى الانهيار الداخلي للبنوك الكبيرة إلى دفع الأفراد والمؤسسات إلى الاستثمار في فئات الأصول، بما في ذلك الأوراق المالية ذات الدخل الثابت والذهب.
ولامست أسعار الذهب أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 2075 دولارًا للأوقية في أغسطس 2020، بعد وقت قصير من ظهور جائحة كوفيد.
لذلك، يقول محللون أنه في ضوء هذه الظروف، فمن الممكن أن يلامس المعدن الأصفر أعلى مستوياته على الإطلاق في 2023، ويتحرك للأعلى في الأشهر الـ 12 المقبلة.
أصول بديلة
وخلال هذه الأوقات، يُنظر إلى الذهب على أنه فئة أصول بديلة منذ قرون. وبالنظر إلى الأحداث التاريخية، فقد تجاوز المعدن الأصفر معدل التضخم باستمرار على مدى عقود عديدة وظل ملاذًا آمنًا لحفظ قيمة النقود.
كما ازدهر الذهب تاريخياً وسط الفوضى وفي فترات الانكماش الاقتصادي.
على سبيل المثال، ارتفعت أسعار الذهب من 400 دولار للأوقية في عام 2006 إلى ما يقرب من 1000 دولار للأوقية في عام 2010 أثناء الأزمة المالية.
مخاوف الركود والذهب
في السنوات الخمس الماضية، تأثر الاقتصاد العالمي بالحروب التجارية والوباء العالمي والتدخل الروسي في أوكرانيا والتضخم.
علاوة على ذلك، نظرًا لارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، يتوقع الاقتصاديون أن تشهد معظم البلدان ركودًا في عام 2023، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب.
بسبب هذه المشكلات الاقتصادية الكلية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 47٪ ، وفقًا لبيانات منصة كيتكو.
ويقول الخبراء أن الذهب والسندات بينهما أيضًا علاقة عكسية، فعندما ترتفع عوائد السندات، يخصص المستثمرون رأس المال لهذه الأصول التي تحمل فائدة، مما يؤدي إلى بيع الأدوات الأخرى.
ختاماً، وبينما رفعت البنوك الفيدرالية أسعار الفائدة عدة مرات في الأشهر الـ15 الماضية، فإن احتمال حدوث أزمة مصرفية أخرى قد يؤدي إلى سياسة نقدية أكثر تشاؤمًا في النصف الثاني من هذا العام.