في الظروف الطبيعية، يخطئ المسؤول إذا تحدث في وسائل الإعلام كمحلل فني وكقارئ للسوق، وفي أوقات اضطراب الأسواق وعدم اليقين قد تقود تصريحاته التحليلية إلى نشوء أزمة تتأثر بها سلبًا مسيرته المهنية والمنشأة التي يديرها.
قد لا تنطبق هذه المعادلة الإعلامية على رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي السابق عمار الخضيري، الذي ربطت وسائل إعلام غربية بين تصريحاته عن استبعاده لاحتمالية ضخ مزيدٍ من الاستثمارات وزيادة حصته في بنك (كريدي سويس) «لأسباب عدة غير تلك المتعلقة بالأمور التنظيمية والقانونية»، وبين تراجع أسهم الأخير الذي يُعدّ ثاني أكبر بنك في سويسرا قبل الاستحواذ عليه لاحقًا من منافسه «يو بي إس» في صفقة تاريخية توسّطت فيها الحكومة؛ بهدف احتواء أزمة الثقة التي بدأت تنتشر عبر الأسواق المالية العالمية، قبل أن يعلن البنك الأهلي السعودي، الإثنين، قبول استقالة الخضيري «نظرًا لظروفه الخاصة».
وعلى الرغم من أن المدة الفاصلة بين تصريحات الخضيري وانهيار أسهم «كريدي سويت» أسبوعين فقط، إلا أن محللين متخصصين استضافتهم قناة «الإخبارية» قللوا من منطقية هذا الربط؛ لأن أداء البنك هو المحرّك الرئيس لتطور من هذا النوع وليس تصريحات صحافية.
تصريحات المسؤول في وسائل الإعلام حتى لو كانت تحليلية وتنبُّئية فإنها لا تمثل رأيه الشخصي كما هو الحال مع المحللين، بل تمثل الشركة والمنشأة التي ينتمي لها.