السفر برًّا عبر طرق آمنة وحديثة نعمة عظيمة. زال عناء السفر ومشقته في ربوع بلادي «يحفظها الله» وقيادتها. تكرر سفري برًّا بين الدمام وقريتي (الطلقية) بمنطقة الباحة، بمسافة (1270) كيلو مترًا. تستغرق حوالي (13) ساعة متواصلة. معها أصبحت (خرائط جوجل) ضرورة. ومع تكرار الاستخدام أصبحت (صداقة رقمية) تربطني بها. بداية كان يختار طرقًا تثير تساؤلاتي. لماذا اختار هذا دون الآخر؟ مع تكرار السفر والاستخدام عرفت الكثير من الأجوبة. أيضًا إمكانيات صديقي الرقمية.
مع تحديد نقطتي البداية والنهاية، فإنه يحسب مسافة ووقت الرحلة. ليس هذا فقط، لكنه يحدد المسار الذي تسلكه لتصل. وجدت لهذا التطبيق الرائع بعض تحديات الفهم. فقد تجد نفسك تعبر طرقا لا تريدها. وحتى تتلافى ذلك، عليك أنت مساعدة خرائط جوجل، لتسهل لك الاختيار. لا تسلّم نفسك لقرار آلة مبرمجة، لتختار لك الطريق الأقصر، بين نقطة البداية ونقطة النهاية. وضح أكثر لتحصل على نتيجة أدق.
من الأفضل تجزئة تقديم المعلومات لخرائط جوجل. لا تكتب نقطتي البداية والنهاية. فمثلا كانت وجهة سفري إلى قريتي (الطلقية) من الدمام. فكتبت الرياض. ثم حال وصولي الرياض كتبت الموقع الثاني الذي أرغب. وكان أمامي ثلاثة خيارات. الأول الرياض (الطلقية). معها سيختار جوجل الطريق الأقصر. وجدته عن (طريق الرّين). حيث نقلني إلى بيشة، ومنها إلى قريتي. وجدته طريقا بحاجة إلى سيارة كل شيء فيها مضمون.
استعنت بصديق مجرب، فنصح بأن أكتب حال وصولي الرياض (الخرمة). وهذا سينقلني عبر طريق الرياض الطائف، وبعد حوالي (600) كيلو متر من الرياض، وعند نقطة الوصول إلى (ظلم) سيأخذني جوجل إلى (الخرمة). ومنها كتبت اسم قريتي (الطلقية)، فأخذني إلى (تربة) ثم إلى (العقيق)، ومنها إلى قريتي. الخيار الثالث أن تكتب الرياض الطائف وحال وصولك تكتب (الطلقية). وسيرسم الطريق الأقرب مباشرة عبر طريق الخير (طريق الجنوب). ولكن أي هذه الطرق أفضل؟
تعاملوا مع التقنية بحذر وحسن تصرّف. فهي لا تستطيع التفكير عنك. لكنها توظف المعلومات، وتختار الطريق الأقصر المناسب، وفقا لبرمجتها المسبقة. ما يميّز خرائط جوجل هو التركيز على كسب توفير الوقت، فتجدها تختار الطريق الأقصر حتى وإن كان طريقا ثانويا باتجاهين، السرعة فيه مقيدة، ومع ذلك تجد بعض النّافرين سرعة، يشكّلون خطرًا على أنفسهم وعلى الآخرين. من تجربتي عليكم بالطرق المزدوجة.
من الأشياء الجميلة التي تقدمها خرائط جوجل للمسافر هو البحث عن المكان الأفضل لتوقفك في الطريق، للنوم أو الاستراحة المؤقتة. تختار مدينة الوصول وتجد أكثر من خيار حول السكن والمطاعم. وتجد أيضا الأفضل الذي خضع للتقييم من المسافرين، حيث يصوتون للأفضل من خلال تجربتهم.
التقنية أصبحت جزءا من الرحلة المريحة. وعليك أن تتعلم وتتدرب على كيفية استخدام هذه التقنيات، لتسهيل سفرك بحثا عن الراحة والسلامة، وتوفيرا للوقت. ستجد أنحاء المملكة مخدومة، ومغطاة بالخدمة.
جرَّبت أكثر من طريق للوصول إلى قريتي (الطلقية) في منطقة الباحة. وجدت جوجل يعرف عنها أكثر مما أعرف. وصلتها عن طريق (الرين - بيشة)، وعن طريق (الخرمة - تربة - العقيق). أيضا وصلت إليها عن طريق (الطائف - الباحة). ووصلت إليها عن الطريق الساحلي: (جدة - المظيلف - المخواة) ثم عن طريق (عقبة الباحة)، أو (المخواة - بلجرشي) عن طريق (عقبة حزنة). ويظل الطريق المزدوج هو الأفضل. وهذا يؤكد قول العرب: طريق السلامة وإن طالت.
عالم من الطرق تستمتع بها دون أن يكون لديك أدنى معلومة عنها. تقوم خرائط جوجل بتقديم المعلومات المجانية. معها لن تندم أبدًا ولن تضيع. (سافر وبس) لتكتشف المزيد عن بلدك العظيم، الواسع المساحة، والمتعدد التضاريس والمناخ والثقافة الاجتماعية.
@DrAlghamdiMH